مقالات وأراء

مريم في مواجهة ليندا!

2024 شباط 23
مقالات وأراء

#الثائر

منال . ح. خاص "الثائر"

 

ظلمُ ما بعده ظلم، وحشية لم تُدركها أعتى الوحوش وأكثرها ضراوة، بشاعة لم يشهد التاريخ البشري لها مثيل، قهرٌ وألمٌ ووجعٌ ونحيب على فراق الأحباب والأولاد والأهل والجيران والأصدقاء، ويأسٌ وخيبةٌ وحزنٌ عميق على زوال البيوت الآمنة، وشبابيك الصباح، وأحواض الورود الجميلة، وساحات الطفولة التي امتزجت بضحكات الأطفال ونظرات الأهل المليئة بالتفاؤل بمستقبل واعد وجميل ذهب إلى غير رجعة.

تساءلت لماذا كل هذا في هذه البقعة من الأرض التي اختصرت كل القضايا، وكل البطولة والشجاعة، وكل الصبر والصمود، وكل الوعي والإدراك لتفاصيل المؤامرة، وكل التجاهل والوقاحة في أروقة السياسيين وصنَّاع القرار. يبدو أنَّها إستراتيجية عقاب تاريخي ضد الشعب الفلسطيني، بدأت منذ العام 1948 وتستمر حتى اليوم، وقد تستمر حتى سقوط آخر طفل يحمل بيده وعاء تنكي ليجلب حفنة من الطعام لمن تبقى من أخوته، وآخر طفلة تفتقد والدها الذي ذهب إلى الجنة، وآخر مقاتل لم يفقد الأمل باستعادة أرضه، وآخر امرأة لم تتوقف عن الإنجاب كي يبقى هناك أمل، وآخر شيخ لا زال يحتفظ بمفتاح بيته الحجري القديم، رافضاً إرادة الخونة والعملاء والمتآمرين.

بدايةً هالني ما حدث في جلسات الأمم المتحدة التي تكررت وهدفت إلى تحقيق هدنة إنسانية ووقف القتل في غزة، ولكنني الآن فهمت القصة ولو متأخرة، و"القصة وما فيها" أنَّها مسألة شخصية وخلافٌ قديم بين مريم محمود ماهر عبد ربه، الطفلة الفلسطينية من غزة، وليندا توماس غرينفيلد، مندوبة الولايات المتحدة في منظمة الأمم المتحدة، نعم قد على الأرجح هذه الحقيقة، وقد ظهر ذلك واضحاً في جلسة الأمم المتحدة الشهيرة، وأمام أعين كل ممثلي دول العالم، نعم، رفعت ليندا الأميركية يدها بقوة وبإصرار وأعلنت الفيتو الأميركي على هدنة إنسانية في غزة، كان قد طلبها مندوب الجزائر في هذه المنظمة الموقَّرة والمحترمة. يبدو أنَّ مريم الفلسطينية تمادت في ارتكاب الإنتهاكات في حق ليندا، وربما مريم سلبت ليندا وطنها وحريتها ورفاهيتها وحقها في العيش بكرامة، ومنعت عنها الأمل بمستقبل جميل. ويبدو أيضاً أن مريم وعن سابق إصرار وتصميم، ومنذ ما قبل ولادتها بعشرات السنين، كان لديها النية في ذلك، كيف لا وكل ذلك يبدو ظاهراً على وجه مريم، وفي نبرات صوت مريم، بينما جلست ليندا البريئة على مقعدها الدائم في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن، تدافع عن حقها بأنها صاحبة القرار في أن تحيا مريم أو تموت، فربما الهدنة الإنسانية قد تعطي مريم فرصة لتعيش، ومريم لا تستحق العيش، فمريم خطيرة جداً، وهي في النهاية مجرد طفلة فلسطينية شاء القدر أن تولد في غزة.  

لن أُطيل الكلام، فليس بعد غزة أي كلام يُقال، فقط آخر كلام، عار عليك يا ليندا وبئس المصير، وكل الحب والتضامن معك يا مريم، حمى الله وجهك الجميل.

اخترنا لكم
الرئيس سليمان: لم تمنع الدول تسليح الجيش لا بل عمل الداخل على الحؤول دون فرض سيادة الجيش على كامل الاراضي اللبنانية
المزيد
باسيل: نحن مع وقف النار ولسنا حلفاء حزب الله في بناء الدولة لكننا معه في مواجهة إسرائيل
المزيد
ذكرى الاستقلالِ وبورصةُ القرارِ 1701!
المزيد
جنبلاط: الوضع سيستمر بالتدهور بسبب الموقف الغربي.. وإيران من يتولّى المسؤولية في الحزب
المزيد
اخر الاخبار
الهيئات الاقتصادية وكنعان يطالبان باسترداد مشروع موازنة 2025
المزيد
الرئيس سليمان: لم تمنع الدول تسليح الجيش لا بل عمل الداخل على الحؤول دون فرض سيادة الجيش على كامل الاراضي اللبنانية
المزيد
نتنياهو يخطط لدخول العمق اللبناني إذا لم يقبل الحزب وقف النار
المزيد
المواجهات بين اسرائيل و"الحزب" متواصلة.. وإقامة مناطق عازلة في الجنوب؟
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
وزيرا الخارجية الإيطالي والقطري يناقشان الأزمة في ليبيا وأفغانستان في بروكسل
المزيد
كيف افتتح سعر الدّولار صباح اليوم؟
المزيد
شرطة أبوظبي: انفجار في 3 صهاريج للمحروقات: 3 وفيات.. والحوثيون يتبنون الهجوم
المزيد
الراعي أسف لعدم تعاون الدول الأوروبيّة مع لبنان لحلّ مشكلة النازحين
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
راصد الزلازل الهولندي يحذر
علماء المناخ يحذرون من أن انبعاثات الوقود الأحفوري ستبلغ مستوى مرتفعا جديدا
مؤشرات علمية.. 2024 العام الأشد حرارة في التاريخ
روسيا.. ابتكار مواد جديدة تحارب جفاف التربة
الأمم المتحدة: نقص التمويل يعيق جهود التكيف مع تغير المناخ
روسيا.. ابتكار خبز خاص لمرضى السكري بمكونات بيولوجية نشطة