#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في لحظةٍ عابرةٍ منْ خارجِ السياقِ المعهودِ للامورِ، عادَ موضوعُ الحوارِ ليطرحَ نفسهُ كمخرجٍ لحلِّ أزمةِ الرئاسةِ اللبنانيةِ،
بعدما كانتْ الاطرافُ المسيحيةُ وبعضُ المعارضينَ منْ النوابِ الجدُدِ في حالةِ إنكارٍ لهذا الامرِ، رافضينَ حتى المبدأ،
فكيفَ ولماذا عادَ الحديثُ في التداولِ عنْ إمكانِ تسهيلِ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ لعمليةِ الحوارِ التي قد يقودها الرئيس نبيه بري بعدما دعا اليها منذُ سنةٍ ولم تلقَ اصداءً؟
فما الذي يجري، وهلْ تُواكبُ هذهِ الاجواءُ ما تُحضِّرُ لهُ الخماسيةُ منْ أقنيةٍ، لعلَّ شيئاً ما رئاسياً يُواكبُ اليومَ التالي لحربِ غزة منْ ضمنِ تسويةٍ كبيرةٍ؟
لا شيءَ واضحاً حتى الساعةَ خصوصاً أنَّ قرقعةَ طبولِ الحربِ هي التي تُسمعُ أصداؤها،
ويخشى كثيرونَ منْ أنْ تكونَ تداعياتُ أيِّ حربٍ ضدَّ لبنانَ لا سمحَ اللهُ تُؤخِّرُ أيِّ حلٍّ رئاسيٍّ،
لا بلْ قد تذهبُ بإتجاهِ الدفعِ نحوَ التفكيرِ بصيغةٍ جديدةٍ للنظامِ على اعتبارِ أنَّ "منْ اوصلَ البلادَ إلى الحربِ، لا يُمكنُ التعايشُ معهُ في النظامِ نفسهِ، ويجبُ التفكيرُ بنظامٍ جديدٍ".
***
أمَّا ما عدا ذلك، فكلهُ يجري في الوقتِ الضائعِ حيثُ لا قراراتَ جدِّيةً لإدارةِ الأزمةِ،
وخفَّةٌ في التعاملِ مع شؤونِ الناسِ، ومشاريعُ وهميةٌ هدفها إثارةُ الزوابعِ الكلاميةِ ليسَ إلاَّ،
وأكبرُ مثالٍ عليهِ ما يجري اليومَ في مجلسِ الوزراءِ على صعيدِ مشروعِ قانونِ إعادةِ هيكلةِ المصارفِ،
الذي يُدركُ "النجيبُ" إستحالةَ تمريرهِ بالصيغةِ المطروحةِ ولا سيما بعدَ تسجيلِ وزراءِ الثنائيِّ قبلَ الجلسةِ ملاحظاتٍ خطيرةٍ عليهِ يمكنُ لها الاطاحةُ بالمشروعِ،
ومع ذلكَ يصرُّ "النجيبُ" على طرحهِ كمنْ يقولُ "أدَّيتُ قسطي للعلى.. و..لصندوقِ النقدِ الدوليِّ"، ضارباً بعرضِ الحائطِ حقوقَ المودعينَ واموالهمْ وآمالهمْ واحلامهمْ،
ويُقالُ أنَّ الفتوى قد تقضي بأخذِ ملاحظاتِ الوزراءِ على المشروعِ اليومَ، تمهيداً لإعادةِ صياغةِ مشروعٍ جديدٍ...
هدرٌ للوقتِ و"ضحكٌ على الناسِ" بانتظارِ شيءٍ كبيرٍ ما قد يحصلُ!