#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يسافرُ سعد الحريري وتُسافرُ معهُ بعضُ احلامِ أنصارهِ الذينَ للحظةٍ أعتبروا أنهُ عائدٌ ليبقى معهم، فإذا بواقعيةِ وضعهِ السياسيِّ وعلاقاتهِ بالمملكةِ العربيةِ السعوديةِ تجعلهُ يُسافرُ منْ جديدٍ بانتظارِ ترتيبٍ ما قد يحصلُ، وقد لا يحصلُ، او تسويةٍ ما قد تأتي وقد لا تأتي.
ويُنقلُ بعضُ زوارِ الحريري أنهُ كانَ يُحاولُ اقناعَ المعارضينَ منهم كالقواتِ اللبنانيةِ والكتائبِ بخيارِ التعاملِ بواقعيةٍ مع الوضعِ، والقبولِ بتسويةٍ خصوصاً وأنَّ المملكةَ العربيةَ السعوديةَ ذهبتْ إلى "تصفيرِ" أزماتها ومشاكلها مع ايران، وأنَّ دولَ الخليجِ عادتْ لترسلَ سفراءَ لها إلى سوريا، فلماذا التعاملُ بعدمِ مرونةٍ مع الملفَّاتِ اللبنانيةِ؟
***
نحنُ إذاً ننتظرُ تسويةً في اليومِ التالي لإنتهاءِ حربِ غزة، ولكنْ صارَ اكيداً أنَّ هذهِ الحربَ لنْ تنتهيَ قبلَ إيجادِ حلٍّ ما لحماس، إمَّا عسكريٍّ عبرَ الإنتهاءِ منْ "رفح" او سياسيٍّ ديبلوماسيٍّ تتشاركُ فيهِ مصر.
ولكنْ ما هي الأثمانُ في المنطقةِ بعدَ هذهِ التسويةِ؟
وماذا وأينَ وكيفَ سيكونَ موقعُ السلطةِ الفلسطينيةِ؟
واستطراداً ووصولاً إلى لبنانَ إذا لمْ يكنْ هناكَ رئيسٌ للجمهوريةِ، فمنْ سيفاوضُ على التسويةِ، ومنْ سيجلسُ على الطاولةِ التي قد ندفعُ ثمنها مجاناً؟
ولعلَّ السؤالَ الكبيرَ، أيُّ لبنانَ سيكونُ بعدَ هذهِ التسويةِ خصوصاً إذا سبقتها عمليةٌ عسكريةٌ ضدَّ لبنانَ تعتبرُ اسرائيل أنها صارتْ حتميةً؟
***
فأيُّ لبنانَ سيكونُ عليه إذا لا سمحَ اللهُ دُمِّرتْ بناهُ التحتيةُ وفقد ما تبقَّى منْ اصولٍ ومُقوِّماتٍ،
واستُكملتْ المؤامراتُ عليهِ للقضاءِ على قطاعاتهِ واموالهِ، وآخرها القطاعُ المصرفيُّ الذي يبدأُ هذا الاسبوعَ بدعوى جديدةٍ ضدَّ الدولةِ والمركزيِّ لهدرِ اموالِ المودعينَ،
وينتظرُ ما سيَخلُصُ إليهِ اجتماعُ الحكومةِ الخميسَ المقبلَ،
فهلْ يقرُّ "النجيبُ" مع وزرائهِ خطةَ إعدامِ المودعينَ والمصارفِ ولبنانَ؟
أم يتريَّثُ وينسحبُ تحتَ ضغطِ صفعةِ التاريخِ لهُ، في يومٍ منْ الأيامِ، لأنهُ أفلسَ الناسَ والبلادَ؟
فلننتظرْ!