#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
تؤكِّدُ زيارةُ وزير الخارجيةِ الايرانيِّ للبنانَ كلَّ مرَّةٍ أنَّ طهران تريدُ منْ خلالِ بيروت وما يجري في الجنوبِ توجيهَ الرسائلِ واستعمالَ البلادِ السائبةِ للأسفِ منْ جديدٍ ساحةً لتبادلِ هذهِ الرسائلِ...
وفي الوقتِ الذي يتصاعدُ فيهِ الضَّغطُ الاسرائيليُّ ضدَّ لبنانَ متخطِّياً الجغرافيا المعتادةَ لقواعدِ الاشتباكِ، ومستهدفاً في الوقتِ عينهِ عناصرَ في حماس وفي حزبِ اللهِ معاً...
يقولُ وزيرُ الخارجيةِ الايرانيِّ أنَّ اميركا طلبتْ منْ طهران التدخُّلَ لدى حزبِ الله...
هكذا وبكلِّ بساطةٍ يُطلعنا عبد اللهيان أننا صرنا في مرمى التفاوضِ الايرانيِّ – الاميركيِّ وأنهمْ يتفاوضونَ عنَّا ،
واستطراداً، فهلْ الموجةُ الاميركيةُ – الاسرائيليةُ هي نفسها؟
وهلْ بايدن المشغولُ بانتخاباتهِ (مُضيِّعاً في الوقتِ نفسهِ اصواتَ العربِ واليهود والاميركيينَ)،
وغيرُ القادرِ على فرضِ شروطِ التهدئةِ مع نتنياهو، صارَ يتوسَّطُ مع الايرانييينَ للتوسُّطِ مع حزبِ الله لعدمِ تصعيدِ الوضعِ.
وهلْ حزبُ اللهِ يضبطُ الوضعَ منْ عنديَّاتِهِ كما يُقالُ؟
***
ومع ذلكَ تبدو الامورُ جنوباً ذاهبةً إلى تصعيدٍ كبيرٍ وهذا ما كشفتهُ تقاريرُ الديبلوماسيين الاجانبِ في لبنانَ، وما بدأ يتحضَّرُ لهُ "الحزبُ" كما اليونيفيل، كما بعضُ وزراءِ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ لا سيما مع سقوطِ فرصِ هدنةِ غزة،
والإحتمالُ الكبيرُ بالهجومِ على رفح، ومع إعلانِ الجيشِ الاسرائيليِّ أنَّ رئيسَ الاركانِ قرَّرَ سحبَ الفرقة "98" منْ غزة إلى حدود لبنانَ ..
وذلكَ في عزِّ الكباشِ بينهُ وبينَ نتنياهو حولَ إجتياحِ رفح..
***
نحنُ امام ايامٍ خطيرةٍ ومفصليَّةٍ قد تشهدُ إرباكاً امنياً كبيراً، إلاَّ إذا عادَ الوسيطُ الاميركيُّ آموس هوكستين وعملَ على تحصينِ الوضعِ منْ جديدٍ...
لكنَّ الامرَ لا يبدو جاهزاً..
وفي الإنتظارِ القاتلِ،
يتسلَّى اللبنانيونَ بابداعاتِ مواقفِ وزيرِ خارجيتهمْ الذي أعطى العدوَّ اسباباً إضافيةً للحربِ،
فيما حكومةُ "النجيبِ" تتحضَّرُ للغوصِ اكثرَ في سخافات مشاريعها للاصلاحِ الماليِّ والتي صارَ اكيداً أنها ستقضي على ما تبقَّى منْ اموالِ مودعينَ، كما ستدمِّرُ او ستُفلِسُ عملياً المصارفَ،
وسيُقضى معها على آخرِ املٍ للمودعينَ بإستعادةِ جزءٍ منْ اموالهمْ... ومنْ الانَ وحتى جلسةِ 22 شباط المخصَّصةِ لمناقشةِ هذهِ المشاريعِ، ستَكثرُ الشعبويةُ بينَ معارضٍ وموافقٍ، فيما المواطنُ وحدهُ إعتادَ على الذلِّ والفقرِ... وحتى النسيانِ.
ولعلَّ السؤالَ الكبيرَ مَنْ يسبقُ مَنْ إلى الحربِ:
الحربُ على رفح أم الحربُ على لبنان؟