#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
الاستعراضُ الذي قادهُ بعضُ النوابِ امس ضدَّ التشريعِ للموازنةِ قبلَ انتخابِ رئيسٍ للجمهوريةِ،
مثيرٌ للاشمئزازِ وللغضبِ في آنٍ...
فعلى طريقةِ الاعتصامِ الذي حصلَ في مجلسِ النوابِ منذُ اكثرَ منْ سنةٍ ولم يؤتِ ثمارهُ،
قادَ ملحم خلف استعراضاً جديداً لمنعِ النوابِ منْ التشريعِ قبلَ انتخابِ رئيسٍ، وهو يعرفُ مُسبقاً أنْ لا ظروفَ تسمحُ بذلكَ،
وهو عملياً لماذا حضرَ طالما أنهُ يَعرفُ أنْ لا انتخابَ للرئيسِ، إلاَّ إذا كانَ يريدُ تسجيلَ نقاطٍ للشعبويةِ ليسَ إلاَّ..
وهذا ما يقتلُ البلدَ : شعبويةُ الصُّراخِ.
وخلالَ حديثِ النائبِ خلف في المجلسِ توجهَ الرئيس نبيه بري لهُ بالقولِ:"ما رح بعملْ منَّكْ بطل وطلَّعكْ من القاعة"!
ولعلَّ السؤالَ التالي:
هلْ كانَ يريدُ ملحم خلف وغيرهُ منْ النوابِ الذينَ اعترضوا على التشريعِ،
أنْ تسيرَ البلادُ بموازنةٍ تصدرُ بمرسومٍ عنْ مجلسِ الوزراءِ بكلِّ ما فيها من رسومٍ وضرائبَ وكوارثَ.
ما هي الأولويةُ للناسِ اليومَ؟
***
عدمُ إثقالِ كاهلها بالديونِ والرسومِ والضرائبِ والقوانينِ الجائرةِ،
أم "التمريكُ" بجلساتٍ فولكلوريةٍ لنْ تُفضي بالتأكيدِ إلى انتخابِ رئيسٍ..؟
الاسوأُ هو الكلامُ الذي حصلَ في بدايةِ الجلسةِ والذي "أخرجَ" منْ الجميعِ احقادهمْ وشتائمهمْ،
وثَبَّتَ أكثرَ الانقساماتَ الكبيرةَ في المجلسِ النيابيِّ والتي لنْ تُوصِلَ إلى امرٍ...
وإذا كانَ لدى خلف وغيرهِ الحرصُ على انتخابِ رئيسٍ،
هلْ يسيرُ مثلاً بسليمان فرنجيه كأسمٍ وحيدٍ مرشَّحٍ أعلنَ عنهُ الرئيس نبيه بري، وصرَّحَ وليد جنبلاط امس أنهُ لا يمانعُ بهِ شخصياً...
فهلْ يعطِّلُ النصابَ مع غيرهِ إذا كانَ الاسمُ لا يعجبهُ..؟
نعيشُ في الشعبويةِ والفوضى والشعاراتِ واللَّعبِ على غرائزِ الناسِ...
***
نحنُ امامَ ايامٍ مقبلةٍ منْ استعراضٍ نيابيٍّ في المجلسِ بالمواقفِ،
فيما التعديلاتُ الاساسيةُ على كوارثِ الحكومةِ بمشروعها للموازنةِ تمَّتْ في اللجانِ.
امَّا الباقي فتفاصيلُ.
فلننتظرْ كيف ستصدرُ الموازنةُ بالجريدةِ الرسميةِ بعدَ أنْ يَبصُمَ عليها النوابُ مثلَ الشاطرينَ!