#الثائر
تابع
صموئيل نبيل اديب
هل تحتاج إلى ورقة و قلم وأنت تقرأ رواية عرش على الماء؟ الإجابة ببساطة نعم.
الروائي * محمد بركه" كعادته دائماً يُصرّ على أن يتلاعب بالقراء بين حروف الرواية، فيجمع بين حقائق تاريخية و قصص واقعيه، ليضعهم في خفايا نسيج كل رواية يكتبها…لتسأل نفسك وبعد كل صفحة ( هل ما أقرأه عمل تاريخي أم رواية من وحي الخيال؟)
فعلها سابقاً في رواية "حانة الست" .. ليعود و يفعلها ببراعة شديدة في رواية " عرش على الماء".. ليأخذنا مع بطله الشيخ " مشهور الوحش"... الشيخ التقي و الفاسد في أن واحد..
ليجعلنا نتساءل ما حقيقة النفس البشرية التي تجمع بين كل هذه التناقضات..
الشيخ الذي انزلت السماء مطراً بفضل صلواته.. هو نفسه الذي خدع الناس أكثر من مرة.!
"محمد بركة " يقرر أن يضرب القارئ و يعريه أمام نفسه.. يُشرّح النفس البشرية بمهارة طبيب جراح، قرر أن يفضح الصوره الكاشفه لبعض المتدينين، الذين طفوا على السطح خلال القرن الماضي…
يبدأ من طفولة ( الوحش) أيام ثورة ٥٢ ليصدمنا بصورة بصرية للقرية في ذلك الوقت.. يستخدم كلمات و أسماء أماكن تجعلك تقسم أن ( بركة) كان يعيش هناك في ذلك الوقت، و تجبرك على فتح جوجل لتبحث عن كيف استطاع ( محمد بركة) أن يكتشف مثل تلك المسميات و هو يكتب سنه ٢٠٢٤..
تنبهر بكمية القصص التي في داخل الرواية، و التي تعرض حقائق تاريخية و حكايات لشخصيات حقيقة، مع قصص من خياله، استخدمها " بركة" في توليفة ليقنعك أن "مشهور الوحش" هو شخص عاش حقاً على الأرض و ليس قصة من خيال المؤلف..
بينما قرر تقديمها من خلال 40 ابتهالًا مفعمًا برائحة "جلال الدين الرومي" في العشق الأبدي، يأخذك كل ابتهال في منطقة منفصلة تنبهر بأنها تتطابق عكسياً مع قصة مشهور الوحش
يُصرّ "محمد بركة " على أن يلعب لعبته القاسية بعقل القارئ، في أن يقدّم له أطراف المعلومات، في صورة تجعلك لا تنتهي من الرواية إلا وأنت تفتح جوجل، و تبحث عن أصحاب الشخصيات التي تحدث عنها، و هل هي حقيقة أم لا؟ ..
إنها براعة كاتب يُصرّ على أن قارئ الرواية يجب أن يكون فاعلاً لا متلقياً.. باحثاً عن الحقيقة لا خاملاً متكاسلاً.
" بركة" الذي قرر أن يشرح أهم أحداث القرن الماضي في مصر، اكتفي فقط أن يضعها في رواية تُجبرك على أن تتساءل بعدها ( من هو مشهور الوحش)؟
من هو حقا ؟؟؟