#الثائر
كتبت ناديا حلاق في "هنا لبنان"
تعرضت دورية تابعة للوحدة الأندونيسية في قوات اليونيفيل لهجوم من قبل شبان قيل أنهم من أهالي المنطقة، فهل تم التخطيط لهذا الاعتداء؟ وهل له أبعاد ورسائل سياسية؟
فيما يتصاعد التوتر على الجبهة الشمالية لإسرائيل التي تستمر بقصف البلدات الجنوبية اللبنانية، تعرضت دورية تابعة للوحدة الأندونيسية في قوات اليونيفيل ليل أمس لهجوم من قبل شبان قيل أنهم من أهالي المنطقة في بلدة الطيبة قضاء مرجعيون، تخلله رشق بالحجارة وتضارب قرب الجبانة، نتج عنه سقوط إصابات بين أفراد الدورية وتحطيم عدد من الآليات، ما أثار موجة من التساؤلات حول ما إذا كان هذا الاعتداء مخططاً له بالتنسيق مع “حزب الله” وهل هم من أعطوا أهالي المنطقة الضوء الأخضر لبدء اعتدائهم؟ وهل لهذا الإشكال أبعاد ورسائل سياسية ؟
يقول الخبير العسكري العقيد المتقاعد ** أكرم سريوي أنّ لبنان اليوم في حالة حرب غير معلنة مع إسرائيل، والجيش الإسرائيلي منذ بداية الاشتباكات مع حزب الله قام باستهداف المدنيين ومواقع الجيش اللبناني ومواقع اليونفيل أيضاً ما خلق حالاً من التوتر لدى السكان في الجنوب”.
ويشير إلى أن “هناك من يسعى إلى الإيقاع بين اليونفيل وأهالي الجنوب بعد أن تم تعديل القرار ١٧٠١ بإعطاء اليونفيل حرية الحركة دون التنسيق مع الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، هذا التعديل الذي كانت خلفه الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، يهدف إلى وضع اليونفيل في مواجهة مباشرة مع حزب الله.”
ويتابع سريوي: “لم تتمكن اليونفيل منذ عام ٢٠٠٦ من منع الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، لا في البر ولا في البحر ولا في الجو، بينما تريد إسرائيل دفع اليونفيل إلى القيام بمراقبة حركة عناصر الحزب وإعاقة تحركاتهم”.
ويضيف: “تصرف قائد اليونفيل بحكمة حيث أنه رغم تعديل القرار ١٧٠١ استمر بتنسيق العمل مع قيادة الجيش اللبناني، وهناك ضباط ارتباط يعملون مع اليونفيل بشكل دائم”.
ويردف: “لا أعتقد أن هناك نية لدى اليونفيل بالصدام مع الأهالي في الجنوب، كما أن الدولة اللبنانية حريصة كل الحرص على عدم وقوع إشكالات مع القوات الدولية، لكن هذا لا ينفي أن تحدث أخطاء بين الحين والآخر، وعلى اليونفيل اليوم تفهم الأوضاع السائدة في الجنوب، وحال التوتر القائمة، وعدم الانجرار إلى صدامات مع الأهالي”.
ورأى أنّ ما حصل مساء أمس في الطيبة يمكن وضعه في دائرة رد الفعل الشعبي العفوي، وهو لا يستهدف قوات اليونفيل أو دورها في لبنان، ولقد تم حل الإشكال بالتعاون مع الجيش اللبناني، ولن تكون له أبعاد خطرة، والتنسيق مستمر بين الجيش واليونيفيل، لأنّ لبنان حريص على أمن وسلامة عناصر اليونفيل
ومن جهته يقول المحلل السياسي طوني بولس لـ “هنا لبنان” أن “الاعتداء على قوات اليونيفيل ليست أمراً جديداً وعادة ما تتكرر هذه الأفعال في الجنوب، وفي كل مرة يسارع حزب الله لنسبها لأهالي المنطقة الذين يعترضون على تحركات اليونيفل، ولكن في الواقع هذه الاعتداءات مدبرة ومخطط لها، فحزب الله يريد حرمان قوات الطوارئ من حرية الحركة، وخرق اتفاقية وضع القوات التي وقع عليها لبنان وفقاً للقرار 1701”.
ويتابع بولس: “خلال العام الماضي شهدت دورية لليونيفيل اعتداءً مسلحاً من قبل حزب الله أدت إلى سقوط قتيل وجريحين في بلدة العاقبية قرب الصرفند، والمحكمة العسكرية اللبنانية أدانت حينها ما ارتكبه حزب الله، ولكن نتيجة الضغوطات السياسية تم إطلاق سراح المعتدين، وذلك خير دليل على أن حزب الله هو من يشن الاعتداءات على قوات اليونيفيل في الجنوب”.
كما يلفت إلى أنه وبحسب المعلومات “حزب الله يرفض أن يتم تفعيل التعديلات التي حصلت في الأمم المتحدة على صلاحيات اليونيفيل في لبنان حيث أصبح بإمكانهم التجول في الجنوب وإجراء تقاريرهم الخاصة دون أي موافقة مسبقة من الجيش اللبناني بل يكفي فقط التنسيق العام معهم، الأمر الذي استفز حزب الله”.
ويتابع: “اليوم حزب الله مطالب بتطبيق القرار 1701 على مستوى الأمم المتحدة وعلى مستوى الدول الكبرى في العالم إلا أنه يتهرب من الموضوع وبالتالي ما حصل هو رسالة مباشرة لرفض حزب الله تطوير دور الأمم المتحدة وقوات الطوارئ الدولية المولجة حماية منطقة جنوب نهر الليطاني بالتنسيق مع الجيش اللبناني على أن يتم تحييد حزب الله عنها، من هنا نستطيع القول أنّ هذه الاعتداءات مخطط لها وتحمل الكثير من الرسائل السياسية”.
** رئيس تحرير "الثائر"