#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بينَ كلامِ وزيرِ الدفاعِ موريس سليم الذي حملَ فيهِ بشدَّةٍ بالقانونِ والدستورِ والصلاحياتِ على رئيسِ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ،
وبينَ التخبُّطِ على مستوى مجلسِ الوزراءِ الذي فقدَ نصابهُ امس،
وبينَ مجلسِ النوابِ لناحيةِ إصدارِ قراراتٍ وسنِّ قوانينَ قابلةٍ للطعنِ او حتى العجزِ عنها ،
دخلتْ البلادُ في مسارٍ جديدٍ منْ السِّجالاتِ وتبادلِ الاتهاماتِ، سرعانَ ما تهدأُ ليبدأَ الكلامُ في ملفَّاتٍ اخرى اكثرَ سجاليَّةً...
بلدٌ يعيشُ بالمؤقَّتِ وبالترقيعِ وبالتأجيلِ وعلى نفقةِ الاخرينَ، كيفَ لهُ ان يستمرَّ وينمو ويزدهرَ؟
***
هلْ انتبهَ احدٌ إلى القوانينِ التي أُقرَّتْ بالامسِ منْ دونِ أيِّ نقاشٍ جدِّيٍ وهي قوانينُ اساسيةٌ إنْ لجهةِ الصندوقِ السياديِّ، او بطاقةِ "امان"، او لجهةِ الطاقةِ المتجدِّدةِ، او لجهةِ الضمانِ؟
هلْ يُعقلُ مثلاً انْ نرى نواباً يتفرَّجونَ على النقاشاتِ منْ "بلكونِ" المجلسِ النيابيِّ، وكأنهمْ يحضرونَ المونديال، منْ دونِ أيِّ دورٍ سوى التصفيقِ او الغضبِ المكبوتِ.
أليستْ هذهِ خفَّةٌ في التعاملِ مع قضايا اساسيةٍ منْ دونِ أنْ تُفهمَ ماهيةُ هذا الحضورِ الذي سُجلَ حضوراً وأحتُسبَ في النصابِ، ماذا ربحَ هؤلاءُ؟
ماذا يربحُ السياسيونَ وابطالُ الاحزابِ ونوابُ التغييرِ منْ كلِّ المهازلِ التي تجري على مستوى الدستورِ والقانونِ وتداخُلِ الصلاحياتِ.
***
المواطنونَ لا يهتمُّونَ لكلِّ ما يجري...
همومهمْ أبعدُ منْ ذلكَ، يريدونَ أنْ يعرفوا كيفَ ستعبرُ فترةُ الاعيادِ عليهم، وهمْ غيرُ قادرينَ على دفعِ اثمانِ هدايا الاطفالِ الصغيرةِ، او حتى علبِ الحلوى الصغيرةِ، او حتى ثيابُ "البالةِ" التي يتبادلونها مع جيرانهمْ واصدقائهمْ .
نعيشُ مع مجموعةِ عصاباتٍ ومافياتٍ ومنظومةٍ لا تهتمُّ لشيءٍ ولا تفكِّرُ بالغدِ...
هلْ يُعقلُ أنَّ المؤسسةَ الوحيدةَ الباقيةَ وهي المؤسسةُ العسكريةُ تخضعُ لهذا الابتزازِ السياسيِّ، والذي ستكونُ لهُ حُكماً تداعياتهُ على صورةِ المؤسسةِ وعلى هيبتها.
منْ بقيَ لنا إلاَّ الجيشُ أيها المتآمرونَ؟