#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يطرحُ مضمونُ ما سُرِّبَ منْ مشاوراتِ الموفدِ الفرنسيِّ إلى لبنانَ جان إيف لودريان، مسألةً اساسيةً وهي جوهرُ السيادةِ اللبنانيةِ ومفهومُ قيامِ هذهِ الدولةِ تحديداً.
موفدٌ فرنسيٌّ يأتي ليسَ فقط للحديثِ عنْ اسمِ رئيسِ الجمهوريةِ اللبنانيةِ المقبلةِ ومواصفاتهِ،
وإنما ايضاً هويةُ واسمُ قائدِ الجيشِ تمديداً او تعييناً او مواصفاتٍ..
عملياً هو تحدَّثَ بضرورةِ التمديدِ لقائدِ الجيشِ الحاليِّ مِما أضرَّ كثيراً بحظوظِ التمديدِ لجوزف عون،
أقلَّهُ في المرحلةِ الحاضرةِ المليئةِ بالتحدياتِ العسكريةِ والامنيةِ جنوباً وفي المنطقةِ، فضلاً عنْ تداخلِ النكاياتِ الداخليةِ بالتعقيداتِ القانونيةِ.
فكيفَ سيمرُّ التمديدُ اليومَ إذا لم تُعقدْ صفقةٌ سياسيةٌ كاملةٌ على ذلكَ، إن في مجلسِ النوابِ او في الحكومةِ التي صارَ صعباً عليها تمريرُ التمديدِ في غيابِ اقتراحٍ او قرارٍ منْ وزيرِ الدفاعِ،
والمسألةُ قد تبدو اكثرَ صعوبةً إذا عارضتْ الكتلُ المسيحيةُ باستثناءِ القواتِ اللبنانيةِ الذهابَ إلى مجلسِ النوابِ للتمديدِ فقط لشخصِ العماد جوزف عون...
***
صارَ الامرُ بحاجةٍ إلى معجزةٍ حقيقيةٍ تنقذُ الموقفَ، وإلاَّ فإنَ التمديدَ سيُصبحُ في خبرِ كانَ،
خصوصاً بعدَ الاصطدامِ الكبيرِ بين لودريان وجبران باسيل الذي أنهى اجتماعهُ بالموفدِ الفرنسيِّ بشكلٍ عاصفٍ بعدَ سبعِ دقائقَ على إنعقادهِ.
نحنُ امامَ مزيدٍ من التعقيداتِ في كلِّ الملفَّاتِ ولا سيما الاقتصاديةِ والحياتيةِ منها وسطَ استنفادِ كلِّ الطرقِ السياسيةِ لانتخابِ رئيسٍ.
ومنْ شاهدَ فضائحَ احدِ الوزراءِ على التلفزيون وارتكاباتهِ الماليةَ على "عينك يا رئيس حكومة"،
وحجمَ الصفقاتِ وارقامها منْ دونِ أنْ يعرفَ المواطنُ إلى أينَ ستنتهي هذهِ الفضائحُ،
يُدركُ ايضاً أنَ الدولةَ تتآكلُ منْ الداخلِ وتسرقُ وتنهبُ على يدِ المنظومةِ الساهرةِ على توزيعِ المغانمِ والحصصِ منْ دونِ أيّ ذرَّةِ ضميرٍ ولا تفكيرٍ للحظةٍ بكرامةِ الناسِ...
أنها بدايةُ نهايةِ سلطةٍ تسقطُ في الوحلِ!