#الثائر
حول هذا الموضوع، تحدث رئيس اللجنة الوطنية في الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، فادي غانم إلى اذاعة صوت لبنان ضمن برنامج “إنترفيو” مع الإعلامية سيدة عرب فقال:
النينو هي ظاهرة طبيعية تصيب المحيط الهادئ، فترفع درجة حرارة سطح المياه، وقد تكون النتائج المترتبة على استمرارها كارثية، وعندما نتحدث عن ارتفاع حرارة سطح الماء، فهذا يعني أن السبب خارجي، وهذه الظاهرة بدأت تتأثر بها المناطق القريبة ومعظم مناطق العالم، ونحن نلاحظ ما يحدث من أعاصير وكوارث طبيعي.
وأضاف غانم: إذا استمرينا نعمل بنفس الطرق السابقة، فهذه الظاهرة نعم مخيفة، رغم انها طبيعية وتعيد نفسها كل شهر إلى سنة، ولقد تم التنبيه إلى هذه الظاهرة في مؤتمر باريس عام 2016 وتم وضع خطة للحد من ارتفاع الحرارة، التي زادت حوالي واحد إلى 1,5 درجة، والتي قد تسبب اخطار كارثية.
لكن للأسف تبع اتفاقية باريس مشاكل عديدة، وتخلفت عدة دول عن الوفاء بالتزاماتها، ومعظم الاسباب كانت سياسية، خاصة في الدول الصناعية الكبرى.
وورداً على سؤال حول تأثيرها على لبنان قال غانم: نحن نلاحظ في لبنان أن الفصل المطري ينحسر وأصبح حوالي 40 يوماً فقط، وتزداد غزارة المتساقطات خلال وقت قصير، مما يحدث فيضانات ولا يفسح ذلك المجال لتشربها التربة، وهذا يؤثر على مواقيت ونمو النباتات، وينعكس ذلك سلباً على الزراعة والاقتصاد، وعلى المستوى العالمي هذا يضرب أيضاً عمليات الانتاج لمواد غذائية اساسية، كالقمح والأرز والشمندر السكري وغيره.
فهذه الظاهر الطبيعية تزداد تأثيراً بفعل الانسان، وتتحول إلى ظاهرة خطرة، فارتفاع درجة الحرارة صيفاً في لبنان، هو بسبب هذه الظاهرة، ونلاحظ أن مدة أيام الحر صيفاً أصبحت أطول.
وتابع غانم ما يحصل على مستوى المؤتمرات العالمية، كمؤتمر دبي، هو لتصحيح المسار، وتلافي الأخطاء، والأهم أن هذه الإصلاحات تحتاج إلى الأموال، والدور الأكبر هو للدول الصناعية، ونحن ندعو إلى الاقتصاد الأخضر كما في خطة 2020-2030.
وأشار غانم إلى ان الحروب القادمة هي بسبب المياه والثروات ومصادر الطاقة، والعنوان هو المناخ، وهذا التغير يزيد تكلفة البطاقة الصحية، وقد تصل الأعاصير إلى أماكن لم تكن تصل إليها في السابق، ولدينا تحدّ نهاية الشهر في دبي، ونأمل أن تتخذ قرارات مهمة.
وعن الأسباب قال غانم هناك من يقول أن الطبيعة تجدد نفسها بنفسها، لكن من ناحية علمية، فمن الثابت أن ما يحدث من تغير مناخي سببه الإنسان، والانبعاثات الكربونية التي تتسبب بها المصانع والسيارات والحرائق وانحسار مساحات الغابات.
ورداً على سؤل هلى يختفي فصل من فصول لبنان وهل سنشهد أمطار طوفانية ؟
أجاب غانم: إذا استمر إهمال التغير المناخي، فسوف يحدث تغير في الفصول، كي لا نقول اختفاء، ففي لبنان مثلاً كانت غابات الارز تنمو على ارتفاع بين 1200 إلى 1400 متر، اما اليوم فاصبحت تنمو على ارتفاع أكثر من 1500 متر، وعلى قمم الجبال وهذا بسبب ارتفاع الحرارة.
وعن تأثر لبنان بشكل مباشر بهذه الظاهرة، قال غانم: نحن على هذا الكوكب وسوف نتأثر مثل باقي بلدان العالم، ولسؤ الحظ عندنا يعتبرون وزارة البيئة وزارة هامشية ولا ترصد لها موازنة كافية، وبالرغم من أنه اليوم يوجد لدينا وزير ترفع له القبعة، وهو اكاديمي ويتابع بشكل دقيق، ويعمل مع الجمعيات والمدارس بجهد، من أجل تحقيق بعض المشاريع، ونأمل أن تصبح وزارة البيئة في لبنان وزارة سيادية وأساسية، كما في الدول المتقدمة، وأن يكون لها يد في وزوارة الزراعة والاشغال والصناعة وغيرها من الوزارات.
وعن كيفية مواجهة هذه الاخطار قال غانم: على المستوى الرسمي في وزارة البيئة لا يوجد مقومات والإمكانات ضعيفة، لكن ما يحدث على الطرقات فإن المواطن مسؤول، ولا علاقة للوزارة به، ونحن نسعى في اللجنة الوطنية وبالتعاون مع كل الجمعيات المنضوية فيها، ومع وزارة البيئة التي هي ايضاً عضو في اللجنة الوطنية، نحاول تنفيذ عدة مشاريع، وعلى سبيل المثال لا الحصر، لقد كان لنا مشروع تشجير في صنين قامت به جمعية LRI، وكذلك محمية أرز الشوف تقوم بإعادة تأهيل جوانب الطرقات وتدوير بقايا الكتلة الحيوية وصناعة الاسمدة العضوية، وغيرها من النشاطات مع المزارعين والأهالي في منطقة المحيط الحيوي كما أن SPNL تعمل على إنشاء الحمى، ولقد أصبح لدينا 26 حمى في لبنان، وهذا عمل مهم، وهناك اتفاقيات مع مصلحة الليطاني للحد من تلوث النهر والمنطقة المحيطة، وغيرها من النشاطات التي يقوم بها الأعضاء.
وختم غانم: نحن كجمعيات لا نستطيع أن نحل مكان الدولة، بل نعمل بالتعاون معها، ونحن كلجنة وطنية وأقولها بكل فخر، من أولى اللجان في المنطقة التي وضعت خطة بيئية وطنية شاملة، ونعمل كل ما هو ممكن لنصل إلى الأفضل وتحقيق الأهداف، لكن الخطط تحتاج إلى أموال لتنفيذها، ومع الأسف اليوم الموضوع البيئي ليس من أولويات الدولة اللبنانية.
وقال غانم: أنه سيحضر "كوب28" المقرر في دبي من 28 وحتى 13 ديسمبر، وأشاد بأهمية النداء الذي اطلقته دبي إلى دول العالم، للالتزام بوعودها، وتنفيذ الخطط المقررة، وتأمين الأموال اللازمة لذلك.