#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
في قلبِ المعركةِ المصيريةِ الدائرةِ في غزة، وفي عزِّ التوتُّرِ على الحدودِ بينَ لبنانَ واسرائيل،
يبدو للبعضِ وكأنَ اللعبَ بمصيرِ المؤسسةِ العسكريةِ وقائدها في هذا الظرفِ بالذاتِ ترفٌ سياسيٌّ، او لعبةُ نكاياتٍ ومماحكاتٍ تنتهي بتسجيلِ نقاطٍ لفريقٍ ضدَّ فريقٍ آخرَ.
تبدو البلادُ اليومَ وكأنها في الفراغِ التامِ وفالتةٌ منْ دونِ راعٍ،
وكانَ ينقصها فراغٌ على رأسِ المؤسسةِ العسكريةِ حتى يكتملَ مشهدُ التحلُّلِ والإنهيارِ..
اليومَ هناكَ فرصةٌ إمَّا لتأخيرِ وتأجيلِ تسريحِ قائدِ الجيشِ الحاليِّ، او لتعيينِ رئيسِ اركانٍ او لاجراءِ تعييناتٍ كاملةٍ للمؤسسةِ العسكريةِ او للتمديدِ فقط لقائدِ الجيشِ في مجلس النوابِ تبعاً لاقتراحِ القواتِ اللبنانيةِ.
مساءَ الاحدِ اجتمعتْ المعارضةُ بالرئيسِ نجيب ميقاتي وطالبتْ بالتمديدِ لقائدِ الجيشِ بعدَ موقفٍ لمجلسِ البطاركةِ والاساقفةِ طالبَ ايضاً بالتمديدِ.
السيناريوهاتُ للحلولِ متناقضةٌ ومتباعدةٌ وأغلبيتها يمكنُ أنْ تكونَ معرَّضةً للابطالِ امامَ المجلسِ الدستوريِّ.
***
فإذا تمَّ تأجيلُ التسريحِ باقتراحٍ منْ مجلسِ الوزراءِ، وليسَ منْ وزير الدفاعِ الرافضِ ، وتمَّ اقرارهُ في مجلسِ الوزراءِ، قد يكونُ المرسومُ معرَّضاً للطعنِ كونهُ جاءَ ليسَ باقتراحٍ منْ وزيرِ الوصايةِ. امَّا التعييناتُ إذا جرتْ داخلَ مجلسِ الوزراءِ إن لرئيسِ الاركانِ او لكاملِ المجلسِ العسكريِّ، كما يقترحُ وزيرُ الدفاعِ، فيشترطُ التيارُ الوطنيُّ الحرُّ أنْ تكونَ موقعةً من 24 وزيراً،
فيما يقولُ سليمان فرنجيه أنها بحاجةٍ لتوقيعِ ثلثي الوزراءِ فقط..
امَّا السيناريو الثالثُ والقاضي بالتمديدِ منْ خلالِ مجلسِ النوابِ ..
فالامورُ ستفتحُ الشهيةَ على مطالبةِ السياسيينَ بالتمديدِ لبقيةِ قادةِ الاجهزةِ العسكريةِ وموظفي الفئةِ الاولى، ومنْ المستحيلِ تمريرهُ منْ دونِ تفاهماتٍ كبرى.
***
ويبدو الرئيس نبيه بري معارضاً لمسألةِ التشريعِ لاقتراحٍ واحدٍ فيما ادراجُ المجلسِ تعجُّ بالمشاريعِ المنتهية،
والتي هي بحاجةٍ لجلساتِ تشريعٍ يغيبُ عنها المسيحيونَ تحتَ عنوانِ لا تشريعَ في غيابِ رئيسٍ للجمهوريةِ.
ويختلطُ "الحابلُ بالنابلِ" في هذهِ السيناريوهاتِ، لكنَّ الاسوأ أنَ البلدَ على برميلِ بارودٍ ونصفُ المسؤولينَ عنهُ في "اللا لاند؟.
***
علماً أنَ ثمَّةَ رِهانا لدى البعضِ على ان جبران باسيل وهو في اللحظةِ الاخيرةِ، وحرقاً لاسم جوزف عون للتمديدِ، قد يقبلُ بتوقيعِ 16 وزيراً على التعييناتِ المقترحةِ،
وعندها يكونُ قد اطاحَ بجوزف عون،
وتمَّ تعيينُ قائدٍ جديدٍ ومجلسٍ عسكريٍّ، لكنهُ في الوقتِ نفسهِ يكونُ قد خسرَ معركةَ التشكيكِ بميثاقيةِ قراراتِ الحكومةِ!