#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
على الهواءِ مباشرةً، أنبرى احدُ المواطنينَ الفقراءِ منْ اصحابِ "بسطاتٍ" احترقتْ في طرابلسْ ليطالبَ الدولةَ والسلطاتَ والخيِّرينَ بالتعويضِ لاصحابِ هذهِ البسطاتِ التي تُعيلُ اكثرَ من ثلاثمايةِ عائلةٍ.
على منْ قرأ هذا المسكينُ مزاميرهُ؟
هلْ على سلطةٍ صمَّتْ آذانها عنْ صرخاتِ الناسِ، وأقفلتْ ابوابها امامَ نداءاتِ استغاثاتهمْ،
وأنكبَّتْ لتفرضَ عليهمْ موازنةً فيها كلُّ انواعِ الضرائبِ والرسومِ المضاعفةِ عشرَ مرَّاتٍ، وتريدُ تمريرها نكايةً بالنوابِ بمرسومٍ يصدرُ عنْ مجلسِ وزراءٍ ناقصٍ ولا يمثلُ وغيرِ دستوريٍّ؟
***
هلْ عرفَ المواطنُ المسكينُ الذي وجهَ نداءَ إستغاثةٍ أنَ رئيسَ حكومتهِ وبدلَ ان يرمِّمَ جزءاً من السرايا الحكوميةِ التي تكسَّرَ زجاجها بعدَ إنفجارِ مرفأِ بيروتَ،
انتظرَ أنْ يوافقَ الصندوقُ الكويتيُّ للتنميةِ على طلبِ لبنانَ بتغييرِ وجهةِ استعمال القرضِ ليذهبَ إلى ترميمِ السراي...
والكلفةُ لا تتعدى الاربعةَ ملايينِ دولارٍ؟
رئيسُ حكومةٍ مليارديرٌ يتَّكلُ على الكويت لترميمِ سرايا حكومةِ بلدٍ يديرُ شؤونهُ هو ... يا للهولِ...!
كيفَ نثقُ بإدارةِ هذهِ الحكومةِ ورئيسها للحربِ (إذا وقعتْ) وقد سمعنا مداخلاتٍ وتابعنا مواقفَ المعنيينَ في القطاعاتِ...منْ اتصالاتٍ وصحةٍ ومحروقاتٍ ودفاعٍ مدنيٍّ...
***
كلها خططٌ وعجزٌ واحلامٌ وبيعُ كلامٍ...
لا ينقصنا الخططُ، ينقصنا التمويلُ، وكما صارَ واضحاً فأنَ لا تمويلَ لخطةِ الطوارىءِ.
ويُقالُ أنَ المعنيينَ واوَّلهمْ "النجيبُ" يبحثونَ عن إيجادِ سبلِ التمويلِ.
فمنْ أينَ وقد اقفلَ عليهم حاكمُ المركزيِّ التمويلَ والدعمَ،
وأقفلتْ صناديقُ الخارج اختامها على مسؤولينا الفاسدينَ، وتوقفتْ الهباتُ لأنهمْ سرقوها، نعم سرقوها في حربِ تموز وغيرها..
عملياً، نحنُ ذاهبونَ ربما إلى حربٍ منْ دونِ شبكةِ امانٍ. وخطةُ الطوارىءِ كذبةٌ ومساعدةُ الناسِ اضحوكةٌ.
"فَلنمتْ" منْ دونِ أنْ يُمنِّننا احدٌ، بأنهُ قدَّمَ لنا كسرةَ خبزٍ!