#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عشنا طوالَ يومِ الاربعاءِ على الهواءِ تفاهاتِ وزراءٍ في حكومةِ تصريفِ الاعمالِ حضروا إلى اللقاءِ التشاوريِّ في السراي، والذي لا نعرفُ اساساً لماذا أنعقدَ،
وغادروا بغضبٍ على خلفيةِ رسائلَ واوراقٍ واجتهاداتٍ قانونيةٍ يتصرفُ بها "النجيبُ" تماماً كالمراهقينَ الذينَ يقتنونَ هدايا ولا يعرفونَ كيفَ يتسلُّونَ بها.
همْ في "بالٍ" واهلُ البلادِ في "بالٍ" آخرَ قلقونَ على ما سيحلُّ بهمْ وسطَ سيناريوهاتِ الحربِ التي يقرأونَ عنها، والاخبارِ والتقاريرِ عن خططِ الطوارىءِ المعدَّةِ لايامِ الحربِ..
وما تابعناهُ في النهار شعرنا "بصغرهِ" وبتفاهتهِ ليلَ الاربعاءِ عندما رأينا المجزرةَ الاسرائيليةَ بحقِّ عائلةِ زميلٍ صحافيٍّ في قناةِ الجزيرةِ هو وائل الدحدوح، وقفَ بصمودٍ وعزٍّ وكرامةٍ يبكي زوجتهُ وابنهُ وابنتهُ وحفيدهُ بعدَ استهدافِ منزلٍ هربوا إليهِ...
***
امامَ هولِ المجازرِ اليوميةِ في غزة، تظهرُ خلافاتُنا اللبنانيةُ تافهةً وصغيرةً وسخيفةً..
وحتى اتصالاتُنا ومواقفنا وكلُّ المبادراتِ الطالعةِ النازلةِ، هلْ فهمَ احدٌ ما الهدفُ منها غيرُ تعبئةِ الفراغِ بالفراغِ، والوقتِ الضائعِ بالوقتِ الضائعِ؟
نحنُ امامَ ازمةٍ كارثيةٍ وندورُ في الحلقةِ المُفرغةِ وننتظرُ ساعةَ التخلِّي كما يُقالُ منْ جراءِ حادثٍ ما لتقعَ الحربُ ولنعلنَ موتنا بمعاركَ ستكونُ تدميريةً،
***
المضحكُ المُبكي أننا طالبنا حكومةَ "النجيبِ" بخطَّةِ طوارىءَ فإذا "بعينيَّةٍ" منْ الخططِ وهي خطَّةُ الصحةِ والقطاعِ الاستشفائيِّ تستعينُ بخطَّةِ العام 2006،
وكأنَ لا تغييراتٍ حصلتْ في البلادِ ولا إنهياراتٍ ماليةً ونقديةً واجتماعيةً واقتصاديةً.
نسمعُ بالخططِ والبطولاتِ،ونسألُ لماذا لم تنفذْ هذهِ الاجراءاتُ في وقتِ السلمِ طالما أنَ الدولةَ صارتْ قادرةً، وإذا كانتْ غيرَ قادرةٍ...
فلماذا تبيعُ هذهِ السلطةُ الناسَ اوهاماً لتتركهمْ مع اولِ قذيفةٍ اسرى الضياعِ والفوضى والقتلِ والدمارِ؟