#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
فجأةً قفزَ ملفُّ النازحينَ السوريينَ في لبنان الى الواجهةِ في عزِّ عجقةِ اللبنانيينَ بالتحضيراتِ للحربِ، سواءَ حصلتْ ام لا تحصلُ.
وهكذا وبعدَ حماوةِ هذا الملفِّ وبرودتهِ نتيجةَ حربِ غزة، جاءتْ زيارةُ الوفدِ اللبنانيِّ المفاجئةُ الى سوريا لتضعَ هذا الملفَّ من جديدٍ في واجهةِ الازماتِ التي على اللبنانيينَ التعايشُ معها،
وحسبَ مصادرَ الوفدِ اللبنانيِّ الذي زارَ دمشق، فإنَ الجانبَ السوريَّ اقرَّ بضرورةِ العودةِ، مع عدمِ ممانعتهِ أنْ يكونَ هناكَ لوبي لعودتهمْ شرطَ ان تعمدَ الدولُ التي تساعدهمْ حالياً في لبنانَ إلى مساعدتهمْ في سوريا عبرَ ارسالِ المساعداتِ الماليةِ لهمْ هناك.
ولكنْ هلْ ستقبلُ هذهِ الدولُ بارسالِ مساعداتٍ الى مواطنينَ مقيمينَ انتقلوا منْ كونهمْ نازحينَ الى صفةِ مقيمينَ؟
ولماذا عليها ان تدفعَ...؟
يعني عملياً.. لا عودةَ قريباً خصوصاً وأنَ الجانبَ السوريَّ يعتبرُ أنَ "سيبةَ" عودةِ النازحينَ السوريينَ هي لبنانُ والمجتمعُ الدوليُّ وسوريا والجامعةُ العربيةُ التي بأمكانها أنْ تساعدَ في مرحلةٍ لاحقةٍ.
***
الرهانُ هنا ليسَ على رجالِ السياسةِ في الداخلِ اللبنانيِّ،
بلْ على منْ تسلَّمَ هذا الملفَّ بجدارةٍ وهو اللواء الياس البيسري العاملُ بصمتٍ وخَفَرٍ وجدِّيةٍ وحكمةٍ وديبلوماسيةٍ امنيةٍ تُرفعُ لها القبعةُ.
البيسري المطروحُ اسمهُ بقوةٍ وعنْ استحقاقٍ لرئاسةِ الجمهوريةِ،
التي ربما وسطَ هذهِ الفوضى في المنطقةِ يتسارعُ ملفَّها اكثرَ مِما يظنُ البعضُ،
وهو يبدو الوحيدُ الذي لديهِ القدرةُ نظراً لعلاقاتهِ المميزةِ مع الجميعِ في الداخلِ على أخذِ ملفِّ النازحينَ الى المسارِ الصحيحِ، إن في الداخلِ عبرَ فرضِ شبكةٍ امنيةٍ لمراقبةِ هؤلاءِ وضبطِ اوضاعهمْ، او في الخارجِ لتسريعِ عودتهمْ.
***
ولكنْ... هلْ تسمحُ الاوضاعُ في المنطقةِ بفتحِ هذا الملفِّ؟
يقولُ مصدرٌ عسكريٌّ رفيعٌ انَ احتمالاتِ الحربِ الواسعةِ محدودةٌ وتبدو الاوضاعُ على حافةِ الهاويةِ منْ دونِ ان تقعَ، وتبدو الاساطيلُ في عرضِ البحرِ لحمايةِ اسرائيلَ الخائفةِ وغيرِ الحاضرةِ لعملياتٍ واسعةٍ كالتي شهدتها...
***
منْ هنا..
فما المانعُ من انْ نعودَ الى ملفَّاتِ الداخلِ لتحقيقِ خروقاتٍ فيها؟
خصوصاً وأنَ حزبَ اللهِ يبدو واعياً اكثرَ من غيرهِ لمخاطرِ أيِّ مغامرةٍ عسكريةٍ تضرُّ بمواطنيهِ قبلَ أيِّ مواطنينَ اخرينَ!