#الثائر
سحبت آخر وكالات الأنباء العالمية أمس الاحد، مراسليها من جنوب لبنان، بمن فيهم المصورون، مما يُبقِي المعارك من الضفة اللبنانية بلا تغطية اعلامية دولية، وهو أمر ينذر بعزلة إعلامية ويرمي أثقالاً إضافية على المصورين والمراسلين اللبنانيين المعرضين للخطر.
وتقاطعت معلومات من مصادر إعلامية بحسب "المدن"، عن أن معظم وكالات الانباء العالمية الأساسية، سحبت مراسليها ومصوريها من الميدان في جنوب لبنان بالكامل. وقالت المصادر لـ"المدن" إن الوكالات انسحبت بالتدريج إثر استشهاد مصور "رويترز" عصام عبد الله في الجنوب، وإصابة زملائه الستة من "فرانس برس" و"الجزيرة"، فانسحبت الوكالتان قبل أن تشمل القائمة جميع الوكالات الاخرى التي كانت تغطي من الجنوب وهي "اسوشييتد برس" و"أناضول" ووكالة الانباء الألمانية "د ب أ".
وإضافة الى الوكالات، انسحب مراسلو معظم القنوات التلفزيونية الاجنبية، ولم يبقَ في الميدان إلا مراسلي قنوات عربية ومحلية، وتم تقويض حركتها الى الحدود القصوى، حيث باتت مضطرة للتغطية في القطاع الشرقي من بلدتي جديدة مرجعيون والقليعة المحاذيتين، أما في القطاع الغربي فبات المراسلون ملزمين بالتغطية فقط من بلدة رميش، وهي بلدة تسكنها أغلبية مسيحية، "يُفترض أن تكون الأكثر أماناً". أما القطاع الاوسط الذي شهد خلال يومي السبت والاحد أعنف المعارك (البلدات الواقعة في قضاء بنت جبيل وقضاء مرجعيون الجنوبي) فقد خلا من مراسلي القنوات العربية.
ولاحظ صحافيون هذه المقاطعة الاعلامية خلال الايام الماضية، حيث لم تبثّ الوكالات صوراً للاشتباكات من الجنوب، باستثناء وكالة "أسوشييتد برس" في الايام الاخيرة، بينما كانت الصور في الوكالات بمعظمها تأتي من الضفة الاسرائيلية للحدود عبر المراسلين في الجليل.
واللافت أن فنادق الجنوب، خلت من المراسلين والصحافيين بالكامل، حيث لم يعد يتواجد في الجنوب أي مراسل أجنبي تابع لأي وكالة عالمية أو قناة تلفزيونية أجنبية، وهو أمر لم يحدث في أوكرانيا، كما أنه لم يحدث أبداً في حرب تموز 2006، حيث أقام الصحافيون والمراسلون والمصورون آنذاك في استراحة صور السياحية على مدى 33 يوماً.
وتثير هذه الاجراءات الشكوك حول العزلة الاعلامية للجهة اللبنانية من الاشتباكات، كما ترفع مستوى التحذيرات من أن يكون هناك قرار اسرائيلي باستهداف الصحافيين، استناداً لاستهداف عصام عبد الله ورفاقه. كما يثير المخاوف من أن يكون هناك تصعيد اسرائيلي مقبل يدفع وكالات الانباء العالمية لحماية طواقمها، إسوة بتحذيرات السفارات المتعاقبة، وتدابير شركات الطيران.
ولا يُخفى أن مستوى الترهيب الاسرائيلي للصحافيين انعكس في التغطية الاعلامية خلال الاسبوع الماضي، حيث لم توثق حادثة مقتل المدنيين الاثنين في بلدة شبعا بأي صورة في وكالات عالمية، على ضوء المخاطر المرتفعة.