#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منذُ السابعِ من تشرين الاول ولغايةِ اليوم، نبدو وكأننا نراقبُ فقط وننتظرُ، نتحسَّرُ احياناً، نغضبُ احياناً اخرى، نبكي، نصرخُ حيالَ ما نراهُ ونسمعهُ منْ افتراءاتٍ واكاذيبَ.
لكنَّ الاخطرَ أننا نسينا أن نتطلَّعَ إلى ما يُوجعنا نحنُ في الداخلِ..
فعدا عمَّا كنا نعانيهِ اساساً منْ إنهياراتٍ وشللٍ وفراغٍ... نسينا أن نسألَ أنفسنا ماذا إذا حلَّتْ الحربُ عندنا وتأثيرُ تورُّطنا فيها؟
ماذا سيحلُّ بِنا؟
وهلْ منْ يخطِّطونَ لزجِّ لبنانَ في حربٍ ليستْ لهُ ولا دخلَ لهُ فيها، يُدركونَ ان المناطقَ خارجَ الدويلةِ لا مستشفياتَ فيها، ولا ادويةً مخزَّنةً ولا مخازنَ للاغذيةِ والمياهِ والموادِ الاستهلاكيةِ،
وأنَ اغلبيةَ النازحينَ منْ مناطقِ الجنوبِ وحتى الضاحيةِ ملأوا طوابقها وشققها الفارغةَ، وبالكادِ لدى هذهِ المناطقِ القدرةُ على التحمُّلِ بعدَ عبءِ النازحينَ السوريينَ ( ونحنُ هنا طبعاً لا نقارنُ ولا نُعادلُ بينَ الهاربينَ منْ اهلِ بلدنا ومواطنينا وبينَ النازحينَ السوريينَ الذينَ حوَّلوا لجوءهمْ الى لبنانَ سياحةً واسترخاءً وسحبَ اموالٍ من الامم).
***
هلْ يُدركُ كثرٌ منْ اللبنانيينَ القابعينَ وراءَ شاشاتِ التلفزةِ او المتظاهرينَ على الطرقاتِ،
أنَ الحربَ إذا وقعتْ هذهِ المرَّةَ ستكونُ كلفتها عاليةً جداً وأنَ لا احدَ سيهبُّ لنصرةِ او لمساعدةِ او لإعادةِ بناءِ ضاحيةٍ او جنوبٍ او جسورٍ او مؤسساتٍ عامةٍ او مطارٍ، علماً ان قروضاً لا يمكنُ ان تُعطى بعدَ اعلانِ إفلاسِ لبنانَ على ايدي متآمرينَ على البلادِ.
فإلى أينَ نذهبُ منْ هنا، وبالامسِ رأينا اصحابَ البنايةِ التي احترقتْ بمؤسساتها التجاريةِ على مدخلِ السفارةِ الاميركيةِ على يدِ المتظاهرينَ،
وللأسفِ لنْ يُعوِّضَ على مالكيها وشاغليها احدٌ...
فكمْ بالحري إذا تمَّ قصفُ بلدٍ وتمَّ تهجيرُ شعبهِ، وتمَّ تدميرُ بُناهُ التحتيةِ، فمنْ أينَ سنأتي بالاموالِ لإعادةِ الاعمارِ؟
***
ما نراهُ على الحدودِ بينَ لبنانَ وفلسطين المحتلةِ، يُوحي وكأنَ الجانبينِ لا يريدانِ الحربِ لكنهما يتحضَّرانِ لها. فهلْ كلمةُ السرِّ والطلقةُ الاولى يجبُ أن تأتيَ منْ ايران أم ان التوقيتَ هو في يدِ حزبِ اللهِ، كما قالَ وزيرُ خارجيةِ ايران؟
عسى ان يكونَ القرارُ لبنانياً، وأنْ تكونَ حساباتهُ لبنانيةً، ونحنُ، عندَ المفاصلِ الاساسيةِ،
نثقُ بأنَ لدى البعضِ ضميراً ومسؤوليةً جمَّةً لتجنيبِ لبنانَ ويلاتِ الحروبِ..
نتمنى أنْ لا نكونَ مخطئينَ..!