#الثائر
بقلم : ريهام طارق
نجتمع..نتحدث..نعقد..نُصرح عن الوضع الراهن.. نعلن الحداد، نرفع الرايات السوداء في كل مكان.. ويأتي الشيطان الكبير يعزي في الضحايا الأبرياء و يتكلم عن السلام.. أي سلام تتحدث عنه؟
ويديك غارقة بدماء أطفالنا ، و كاهلك يحمل بقايا أشلائهم الممزقة والمحترقة.
لا أعرف لماذا تذكرت اليوم مدرسة بحر البقر نفس الجريمة الشنعاء ونفس العار الذي يلتف حول رقابهم ، تذكرت جنودنا في سيناء الذين دفنوا أحياء وجنودنا الذين دهستهم دبابات الكيان الصهيوني وكأن الزمان يعيد نفسه الآن، وسط قصف المستشفى الوحيدة التي تستقبل ضحايا غزة.
لا اري سوي مجزرة والقاتل لا يرحم ولا يمتلك أدنى صفات الانسانيه يقتل بلا رحمة يقف على مئات الجثث الصغيرة من أطفال غزة الأبرياء متواصل، رأيت أب يحمل أشلاء ابنه ، وطفل آخر فقد قدميه ومئات ومئات الأطفال التي فقدت ملامحها من قسوة وشدة الإصابات، مئات الأكفان البيضاء التي تلف اجساد الشهداء.
تناثرت جثث أطفالنا متفحمة إثر قصف مستشفى "المعمداني" بغزة .. لماذا كل هذا الاجرام ماذا فعلوا ليستحقوا هذا المصير المؤلم.
..لا أرى أمامي سوى سفاح حرب؟
ارقدوا بسلام احبائي أنكم الآن في أمان وأنتم بين يدي الرحمن، لن يهددكم شيئ بعد الآن اتخيلكم الان وانتم تلعبون في الجنان وتشربون من أنهار الجنة مياه عذبة نظيفه التي حرموها عليكم في هذه الدنيا الظالمة.
لكي الله يا فلسطين هو فقط من يستطيع أن يساعدك ويأخذ بيدك ووعد الله قريب، وعودة القدس الحبيب وفلسطين قريب، فالله لا يخلف وعده أبدا.
أما بالنسبة للوطن العربي وقادته الله معكم فأنتم في مأزق وسط أنياب السفاحين، تنزفون واستنفذت طاقتكم وانتهي صبركم ، و لم يعد لديك طاقة، إن ما يحدث الآن يحدث ويتكرر منذ عقود، الوطن العربي هو من يدفع الثمن دائما، لقد هرمنا من الوعود الكاذبة والكلمات المنمقة ، و الجلسات المنعقدة دائما لصالح الكيان الصهيوني في النهاية.
أتمنى أن تنتهي هذه المأساة سريعا ، يكفينا ألم ، وبكاء ، اشتقنا لمنظر السماء صافيه بدون دخان الصواريخ والمدافع ، بدون أن نشم رائحة الدماء في كل مكان ، بدون أن نشعر بالخوف ، دون الموت الذي أصبح يحاوطنا من كل مكان.
أتمنى أن نعيش في عدالة وأمان وأجواء خالية من الظلم والقهر والذل والانكسار.
أتمني أن تعود الأرض لصاحبها الحقيقي وتحرر أرض فلسطين واسترجاعها للشعب الفلسطيني، أظن أنه قد حان حان الوقت أن تتحرر فلسطين وترفع عنها يد العدو الصهيوني الحقير الذي انتزعت من قلبه الرحمة ، خونه ليس لهم أمان ولا عهد .