#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
منْ السجالِ بينَ وزيري المهجرين والخارجية حولَ التآمرِ بملفِّ النازحينَ إلى الفضائحِ المتلاحقةِ بدورِ مسؤولينَ،
ومنظماتٍ في تشريعِ وضعيةِ هؤلاءِ قبلَ محاولاتِ توطينهمْ،
جاءَ كلامُ امين عام حزب الله ليلقيَ الضوءَ على معادلاتٍ خطيرةٍ وجديدةٍ في الملفِّ، فهو طرحَ معادلةَ الغاءِ قانونِ "قيصر" الذي يشلُّ الوضعَ الاقتصاديَّ في سوريا،
كبابٍ لعودةِ النازحينَ باعتبارِ أنَ جزءاً كبيراً منْ هؤلاء سيعودُ إذا استقرَّ الوضعُ الاقتصاديُّ والاجتماعيُّ في سوريا.
ولعلَّ المعادلةَ الثانيةَ الاخطرَ التي طرحها امينُ عامِ الحزبِ هي فتحُ بابِ الهجرةِ بحراً الى اوروبا للنازحينَ...
نحنُ امامَ خياراتٍ لافرقاء في السياسةِ يفرضونَ الواقعَ على الارضِ ويُقدِّمونَ بدائلَ عن الدولةِ،
فيما الدولةُ بدورها غائبةٌ عن الوعي ولا وجودَ لها ولا تقدِّمُ أيَّ حلٍّ ولا تصوُّرٍ ولا مشروعَ حلٍّ ولا مبادرةً..
***
ومع احترامنا للموتِ الجليلِ وما تقتضيهُ واجباتُ المجتمعِ الشرقيِّ، فنحنُ امامَ رئيسِ حكومةِ تصريفِ اعمالٍ قضى آخرَ عشرةِ ايامٍ في نيويورك الى عمان الى بيروت متقبِّلاً التعازي بوفاةِ شقيقتهِ رحمها الله وطيَّبَ ثُراها،
منْ دونِ ان نسمعَ كلمةً او خبراً عن اجتماعٍ يقودهُ لخليَّةِ أزمةٍ لأيِّ ملفٍّ منْ ملفَّاتِ دولةِ الإنهيارِ...
لا في النازحينَ ولا في الكهرباءِ ولا في التشريعِ ولا خطةَ صندوقِ النقدِ ولا ازمات الادويةِ ولا غيرها لا سيما أننا على ابوابِ تحدِّياتٍ كبيرةٍ مقبلةٍ تتطلبُ البحثَ عن آخرِ دولارٍ،
وسطَ اصرارِ وسيم منصوري على عدمِ الدفعِ للدولةِ.
وآخرُ ابداعاتِ حكومةِ ميقاتي كيفَ صُرفتْ اموالَ السحبِ الخاصةِ ولم يبقَ منها إلاَّ 74 مليونَ دولارٍ منْ دونِ حسيبٍ ورقيبٍ..
***
فهلْ يعقلُ ان النوابَ مثلاً ناقشوا الاثنينَ كيفَ صَرفتْ الحكومةُ اموال SDR وهمْ كانوا على اطِّلاعٍ عبرَ رسائلَ الكترونيةٍ من الحكومةِ قبلَ اربعةِ اشهرٍ بصرفِ هذهِ الاموالِ؟
منْ دونِ ان يقرأوا او يُبادروا؟
وهلْ مسموحٌ صرفُ مليارٍ ومئةِ مليونِ دولارٍ منْ دونِ قانونٍ او تشريعٍ او مرسومٍ؟
والانَ... وقد صُرفتْ الاموالُ، منْ أينَ نؤمِّنُ بعدَ شهرٍ الاعتماداتَ للقمحِ والادويةِ وحتى الرواتبَ والمعداتِ الطبيةِ والمازوتِ.
نعيشُ في غابةٍ فالتةٍ.
تَحكمها المافياتُ والاسوأُ أنها برعايةٍ رسميةٍ،
وأبهى صورةٍ عنها في دولةٍ يجوعُ عناصرها الامنيةُ، كيفَ ننشرُ العسكرَ كتائبَ وفصائلَ منْ الجيش والمعلوماتِ وامن الدولةِ لتأمينِ "السيرِ" امامَ توافدِ المعزِّينَ بشقيقةِ "النجيبِ" رحمها الله ورحمَ الناسَ من الفوضى والفلتانِ.
هلْ هذا يسمحُ به في اسوأِ جمهورياتِ الموزِ؟