#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كالعادةِ مع اولِ شتوةٍ، مهما صغرتْ او مهما كَبرتْ، تُقفلُ الطرقاتُ وتتفاعلُ النفاياتُ مع المياهِ الآسنةِ مع مياهِ الامطارِ لتشكِّلَ مطبَّاتٍ للمواطنينَ على الطرقاتِ،
هذهِ هي الحالُ كما العامَ الماضي على اوتوستراد جونيه وفي زواريبها الداخليةِ كما على بعضِ طرقاتِ بيروت وصولاً إلى شكا...
كانَ متوقعاً طوفانُ الامطارِ، ومع ذلكَ لم يكنْ كما تمَّ التهويلُ.
ورغمَ كلِّ شيءٍ لم تنتبهُ البلدياتُ ولا وزارةُ الاشغالِ إلى مسؤولياتها في فتحِ المجاري وأخذِ الاحتياطاتِ،
ليَعلقَ الناسُ رهائنَ كما كلُّ مرَّةٍ وهمْ اساساً تحوَّلوا رهائنَ كلِّ الظلمِ الذي تفتكُ بهِ هذهِ المنظومةُ بمواطنيها...
أفليسَ الناسُ
رهائنَ المصارفِ عندما ينتظرونَ دورهمْ للحصولِ على فتاتِ ودائعهمْ؟
أوليسَ الناسُ
رهائنَ اصحابِ المولِّداتِ الذينَ يفرضونَ خوَّاتهمْ منْ دونِ حسيبٍ او رقيبٍ؟
أوليسَ الناسُ
رهائنَ بعضِ تجارِ الادويةِ والمستلزماتِ الطبيةِ وبعضِ المستشفياتِ كما بعضِ الاطباءِ، كما بعضِ شركاتِ التأمينِ ليتمَّ إستغلالهمْ بشكلٍ وحشيٍّ منْ دونِ ايِّ قضاءٍ يسألُ او يُحاسبُ؟
أوليسَ الناسُ
رهائنَ طرقاتٍ غيرِ آمنةٍ وبنيةٍ تحتيَّةٍ منهارةٍ واتصالاتٍ معدومةٍ وغلاءٍ فاحشٍ وتجارٍ يأكلونَ الاخضرَ واليابسَ ويرفعونَ الاسعارَ في غيابٍ كلِّيٍّ لوزارةِ الاقتصادِ؟
***
هلْ نسردُ بعد المزيدَ؟
ماذا ننتظرُ منْ دولةٍ يُطلقُ فيها مواطنونَ النارَ ويرشقونَ الحجارةَ على جيشهمْ وابنائهمْ من عسكريينَ ينامونَ احياناً منْ دونٍ عشاءٍ للذودِ عن بلدٍ فقدَ هيبتهُ وقيمتهُ...؟
وماذا ننتظرُ
بعدُ منْ دولةٍ او منْ مزرعةٍ تتركُ نصفَ قضائها ونصفَ قطاعها العامِ في حالةِ اعتكافٍ واضرابٍ منْ دونِ ان تُحرِّكَ ساكناً فيما الوفُ معاملاتِ الناسِ ودعاويهمْ في مهبِّ الريحِ؟
نحنُ في القعرِ... وازماتنا من دونِ آفاقٍ للحلولِ، والناسُ على طريقِ الجلجلةِ الطويلةِ..
الاسوأُ كما بشَّرنا لودريان ان المجتمعَ الدوليَّ سيزيدُ حصارهُ الماليُّ علينا...!