#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
حادثةُ خطفِ مواطنٍ لبنانيٍّ ميسورٍ، وقيامُ الجيشِ بتحريره منْ احدِ مخيماتِ النازحينَ السوريينَ، تَطرحُ السؤالَ الكبيرَ والاساسيَّ حولَ إمكانيةِ التعايشِ او القبولِ تحتَ أيَّةِ حجَّةٍ بواقعِ النزوحِ السوريِّ في لبنانَ.
فلا يُعقلُ بعدَ عشرةِ ايامٍ من عثورِ الجيشِ اللبنانيِّ على اسلحةٍ ومسيَّراتٍ وقذائفَ وممنوعاتٍ في احدى خيمِ النازحينَ السوريينَ،
أن يتمَّ السكوتُ عن واقعِ الاحتلالِ السوريِّ الجديدِ للبلادِ،
والذي بدأ يأخذُ ابعاداً إجراميةً ليسَ اوَّلها ولا آخرها عمليةُ خطفِ المواطنِ.
فبالامسِ وقبلهُ عملياتُ اغتصابٍ وقتلٍ وسرقاتٍ ونشلٍ وتجارةِ ممنوعاتٍ وصولاً إلى تسهيلِ الدعارةِ وتجارةِ المخدَّراتِ.
فماذا ننتظرُ لنتحرَّكَ؟
اولا يستحقُّ الامرُ جلسةً نيابيةً تكسرُ رتابةَ الجدالِ حولَ التشريعِ او عدمهِ لإتخاذِ موقفٍ موحَّدٍ برفضِ النزوحِ السوريِّ الجديدِ والقديمِ حتى لاسبابٍ إنسانيةٍ،
كرسالةٍ للمجتمعِ الدوليِّ المتآمرِ، فألا يستحقُّ الامرُ جلساتٍ حكوميةً متتاليةً،
يشاركُ فيها الوزراءُ المقاطعونَ لإتخاذِ خطواتٍ عمليةٍ بترحيلٍ تصاعديٍّ لكلِّ النازحينَ،
بعدما صارَ الخطرُ وجودياً كما قالَ قائدُ الجيشِ اللبنانيِّ، وبعدما اجتاحَ الطلابُ السوريونَ المدارسَ والجامعاتِ والمؤسساتِ والقطاعاتِ؟
بغضِّ النظرِ عن محاباةِ رئيسِ الحكومةِ وبعضِ وزرائهِ للاوروبيينَ وخوفهمْ من عقوباتٍ عليهمْ.
***
لفتني اقتراحٌ تقدَّمَ بهِ المسرحيُّ رفعت طربيه عندما طالبَ الجيشَ اللبنانيَّ "بتلغيمِ" المعابرِ غيرِ الشرعيةِ لمنعِ التهريبِ وتهريبِ البشرِ،
نعم، نحنُ بحاجةٍ لاقتراحاتٍ عجائبيةٍ صادمةٍ تُخرجنا من رتابةِ المواقفِ الممجوجةِ منذُ سنواتٍ لكلِّ الاطرافِ السياسيينَ في البلادِ،
والذينَ تآمروا بالسكوتِ عن هذهِ القنبلةِ الاجتماعيةِ والسياسيةِ الخطيرةِ،
وقد يكونُ الاقتراحُ الاسرعُ هو تسهيلُ المرافىءِ اللبنانيةِ لعملياتِ الهروبِ الجماعيَّةِ في البحرِ،
لعلَّ في ذلكَ انذاراً لاوروبا حتى تتوقفَ عن ضخِّنا بالكلامِ المعسولِ حيالَ بقاءِ النازحينَ، تماماً كما هدَّدَ وفعلَ الرئيسُ التركي اردوغان بتسهيلهِ خروجَ اللاجئينَ إلى اوروبا..
بعدَ اليومِ لم يعدْ السكوتُ مقبولاً حيالَ اكبرِ خطرٍ وجوديٍّ يهدِّدُ لبنانَ!