#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
كانَ بعضهمْ يراهنُ على بيانِ اللجنةِ الخُماسيةِ، وكنا كتبنا أن لا شيءَ يُنتظرُ ويُعوَّلُ عليهِ منْ نيويورك،
واساساً "فالنجيبُ" الطائرُ إلى نيويورك ذهبَ للأسفِ،
وكأنهُ لم يذهب، وحتى اعضاءُ اللجنةِ الخُماسيةِ لم يلتقِّ بهمْ وحصلَ ما توقعناهُ.
خلافٌ في داخلِ اللجنةِ، اصرارٌ سعوديٌّ على عدمِ الإنجرارِ إلى لعبةِ الداخلِ اللبنانيِّ، بِما فيها "الحوارُ"، لا مبالاةٌ اميركيةُ، صمتٌ قطريٌّ رغمَ كلامِ "الامير القطري" العلني، وشبهُ إستسلامٍ فرنسيٍّ...
عملياً، نحنُ امامَ عجزٍ دوليٍّ امامنا وحيالنا، والفرصةُ الفرنسيةُ التي تقاطعتْ مع دعوةِ الرئيسِ بري للحوارِ تبدو،
وكأنها اصبحتْ في المجهولِ مع كلامِ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الرافضِ منْ اوستراليا،
ومع اعتراضِ القواتِ اللبنانيةِ والكتائبِ وانتظارٍ منْ دونِ جدوى لموقفِ التيارِ الوطنيِّ الحرِّ والذي سيرفضُ في نهايةِ المطافِ الدعوةَ للحوارِ،
كونهُ اشترطَ مُسبقاً حضورُ امينِ عامِ حزبِ الله وسمير جعجع كما وليد جنبلاط...
فمع منْ سيكونُ الحوارُ إذاً وما الفائدةُ منهُ إذا غابتْ الاطرافُ الثلاثةُ المسيحيةُ الاساسيةُ؟
***
نذهبُ شيئاً فشيئاً إلى ما يُشبهُ الفوضى في كلِّ المؤسساتِ التي كانتْ تنتظرُ محطةَ الحوارِ فالانتخابِ لتعودَ للانتظامِ.
فإذا بنا امامَ مجلسٍ نيابيٍّ لا يُشرِّعُ القوانينَ ولا اصلاحاتَ، وحكومةٌ عرجاءُ عاجزةٌ ولا يُمكنُ مواكبةُ صندوقِ النقدِ،
ومؤسساتٌ امنيةٌ بالكادِ قادرةٌ على تأمينِ الحدِّ الأدنى مِما هو مطلوبٌ منها،
ومصرفٌ مركزيٌّ بدأ يُلمِّحُ إلى إمكانيةِ عجزهِ الشهرَ المقبلَ عن ضبطِ تفلُّتِ الدولارِ بشكلٍ صاروخيٍّ، وعنْ تلبيةِ إحتياجاتِ الدولةِ بالعملةِ الصعبةِ.
امَّا على صعيدِ خدماتِ الرعايةِ للناسِ، فحدِّثْ ولا حرجَ عن إنهياراتِ القطاعاتِ، في الصحةِ، والتربيةِ والكهرباءِ والاتصالاتِ والطرقاتِ.
***
ماذا ينتظرنا؟ لا احدَ يعرفُ... ماذا ومنْ ننتظرُ؟
لا احدَ يعرفُ، ما نعرفهُ أننا متروكونَ وعالقونَ في جهنمٍ ولا يدَ تمتدُ إلينا لتعطينا كأسَ ماءٍ او لتبعدَ ألسنةَ اللهيبِ عنَّا..
وحدهمْ النازحونَ السوريونَ يسرحونَ ويمرحونَ في البلادِ، ينعمونَ بِما تبقَّى منْ خيراتها ولا يدفعونَ قرشاً ضريبةً...
أنها الفوضى الآتيةُ في بلدِ الضيافةِ والكرمِ والعزِّ...!