#الثائر
أصدرت جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) العدد الثاني من مجلة “الحمى” بالشراكة مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) لمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيسه. وقال رئيس الجمعية أسعد سرحال: “نعمل منذ 40 عاماً على حماية الحياة البرية، وبشكل خاص من خلال إحياء نهج الحمى الذي كان سائداً في المنطقة العربية ودمج المعرفة والممارسات التقليدية مع البحث العلمي الحديث. وقد أنشأت الجمعية 29 حمى في أنحاء لبنان تشكل 6 في المئة من مساحة البلاد. وتم تصنيف الحمى رسمياً كفئة رابعة للمناطق المحمية، كما أقر الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة اعتماده كأحد أشكال الحماية المجتمعية”.
ويضيء العدد على مسيرة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة وبرامجه في المنطقة العربية، بما في ذلك مشروع الأنظمة البيئية السليمة لتنمية المراعي، وبرنامج المناطق المحمية والتنوع الحيوي والتراث العالمي، وبرنامج المياه وتغير المناخ، وبرنامج الأراضي الجافة وسبل العيش والمساواة بين الجنسين، ومبادرة الصحراء الذكية، والقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، إضافة إلى كيفية الانضمام إلى عضوية الاتحاد. كما كتب فادي غانم رئيس لجنة IUCN الوطنية في لبنان عن خطة عمل اللجنة، خصوصاً في مواجهة التحديات البيئية وأخطار تغير المناخ.
وفي مقاله الافتتاحي، قال الدكتور هاني الشاعر مدير المكتب الإقليمي للاتحاد في غرب آسيا: “هدفنا دائماً هو صون التنوع الحيوي وتنمية المجتمعات المحلية. ونعمل على تطبيق نهج الحمى في مشاريعنا”. وأضاف: “لم تكن جهودنا وتدخلاتنا ممكنة لولا تعاون المجتمعات المحلية في ابتكار وإدارة حلول مستدامة لصالح بيئتها وأراضيها ومواردها الطبيعية”.
موضوع غلاف العدد هو عن “حُماة الحمى”. وأوضحت رئيسة التحرير راغدة حداد: “إنهم أولئك الأبطال المحليون من شباب القرى وطلاب المدارس والجامعات، الذين تدربهم SPNL وتقدم لهم الدعم والمشورة لحماية الطبيعة ومواردها وصون الكائنات التي تعيش فيها من حيوانات ونباتات. ومنهم أيضاً المزارعون الذين يمارسون الأساليب العضوية والمستدامة، والحرفيون الذين يحفظون تراث الأجداد، والسيدات اللواتي يصنعن منتجات “المونة” البلدية، والناشطون والباحثون الذين يرصدون الأحراج والأنهار والبراري والشواطئ
ويبلّغون عن أي اعتداء أو صيد غير مشروع، وكل من يفتح درباً للمشي أو يسعى لإقامة حمى”. وأضافت: “كل مواطن قادر، في سلوكياته وضمن عمله أو اختصاصه، أن يكون واحداً من هؤلاء الأبطال”.
ومن مواضيع العدد: كيف تؤسس حمى، كيف تفتح درباً للمشي، معاً نحمي الليطاني، يوم في حياة راعٍ، في حمى لبنان، ليلة في حَرَمون، طيور مهاجرة في ربيع لبنان، أصدقاء الطيور أخصام القوّاصين، ترحال على خطى الرعاة، جائزة أسعد سرحال لتصوير الحياة البرية، أرقام تحكي. ومن سلطنة عُمان كتب الدكتور خالد عبد الملك قصة زوجين عاشا في وادي الهجري ولم يتركاه حتى بعدما هجره الجميع إلى رفاهية المدينة. ومن نيويورك ذكريات المغترب يوسف عبد الصمد عن الحياة كما كانت قبل عقود في قريته اللبنانية رأس المتن. وكتبت ميهو شيراي، منسقة برنامج التنمية الاجتماعية الاقتصادية في سفارة اليابان في لبنان، عن زهرة الكرز التي تعتبر الزهرة الوطنية في اليابان مثلما هي محور مزارع الحمى في بلدة حمّانا اللبنانية.