#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ينطلقُ الاسبوعُ بانتظاراتٍ متتاليةٍ على عدةِ محطاتٍ، لم يعرفْ حتى الساعةَ ماذا وكيفَ ولماذا وبأيِّ صيغةٍ سيعودُ جان إيف لودريان إلى بيروت،
ولا حتى صيغةُ الحوارِ المرجوِّ،
ولا الاطرافُ التي ستشاركُ،
ما نعرفهُ ان ثمَّةَ حركةً تمتْ هي، بلا بركةٍ حتى الساعةَ،
بانتظارِ "تحريكٍ ما" في "مكانٍ ما" ومع "طرفٍ ما"...
قد نكونُ البلدَ الوحيدَ المرتبطَ مصيرهُ بمزاجِ دولةٍ، او بموقفِ رئيسٍ، او بتحرُّكِ زعيمٍ.
بلدٌ يعيشُ منذُ سنواتٍ على انفاسِ الآخرينَ ونبضهم، واحياناً احقادِهمْ.
امَّا نحنُ فنتلقى الضربةَ او الصفقةَ او التسويةَ او إشارةَ الاصبعِ او حركةَ اليدِ ونحنُ نبتسمُ وكأننا صرنا اسيادَ لعبةِ الإذلالِ.
نجوعُ، نعطشُ، نموتُ فقراً، نُهجَّرُ على ابوابِ المستشفياتِ، نكتوي بالغلاءِ الفاحشِ منْ دونِ حسيبٍ ورقيبٍ، ولا ننبسُ ببنتِ شفةٍ،
وعندما تأتي الانتخاباتُ، نعيدُ التصويتَ لهمْ، همْ أنفسهمْ من دونِ ان يرفَّ لنا جفنٌ وكأننا اعتدنا لعبةَ الجلاَّدِ والسجينِ.
***
ها نحنُ اليومَ في اواخرِ ايلول وقد دخلنا في كلِّ الأزماتِ المتلاحقةِ وقد استنفدنا اموالَ السحبِ الخاصِ من صندوقِ النقدِ منْ دونِ حسيبٍ ورقيبٍ ولا يدخلُ دولارٌ الى البلادِ،
فمنْ أينَ سنأتي بالدولاراتِ لتسديدِ كلِّ مستحقاتنا بالعملاتِ الاجنبيةِ؟ وإذا لم يردْ مصرفُ لبنانَ الدخولَ في لعبةِ إستنفادِ الاحتياطيِّ سينزلُ الى السوقِ لشراءِ الدولارِ،
ومع الطلبِ الكثيرِ والعرضِ القليلِ، فأنَ الدولارَ سيرتفعُ حُكماً ولا سيما مع البدءِ بمنصَّةِ بلومبيرغ التي ستُحرِّرُ سعرَ الصرفِ تدريجياً،
فكيفَ سيعيشُ الناسُ، واموالهمْ،
رغمَ كلِّ الوعودِ الكاذبةِ، لنْ تعودَ إليهم،
وما هي قدرةُ الناسِ على التحمُّلِ لدفعِ اقساطِ المدارسِ والجامعاتِ والادويةِ والخبزِ والتدفئةِ والفواتيرِ المتعدِّدةِ للكهرباءِ وزياداتِ اسعارِ الاتصالاتِ سبعَ مرَّاتٍ،
وكيفَ سيدفعونَ ثمنَ الأكلِ والغذاءِ مع ارتفاعِ الجماركِ على سعرِ السوقِ السوداءِ على كلِّ السلعِ؟
***
أنهُ الجنونُ الآتي إلينا ولا نعرفُ إذا كانَ انتخابُ رئيسٍ سيقدِّمُ او يؤخِّرُ شيئاً!