#الثائر
أشارت "النهار" الى ان طبقا لما تفردت بنشره قبل أيام عن موعد عودة الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان في 11 أيلول الحالي، تأكد هذا الموعد رسميا امس من باريس في ما يعني ان مطلع الأسبوع المقبل سيشكل بداية “الفصل 3 ” من مهمة الموفد الاستثنائية التي اوكلها اليه الرئيس ايمانويل ماكرون، ولو ان شكوكا واسعة تسود حيال ان تكون “الثالثة ثابتة” بإزاء نجاح لودريان في اختراق الازمة الرئاسية اللبنانية المستعصية على الوساطات والحوارات والمبادرات المختلفة حتى اللحظة.
سيحط لودريان رحاله للمرة الثالثة في بيروت كموفد رئاسي معني بمتابعة الازمة الرئاسية فيما تتفاعل بقوة ترددات المواقف الداخلية المتصادمة حيال رسالته الى النواب أولا ومن ثم دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى حوار يسبق جلسات متتالية من دون ان يتضح أي افق واضح حيال الاحتمالات التي قد تسلكها الازمة لا في مسألة بت الحوار ولا في بلورة امكان الخروج من دوامة الشغور الرئاسي رغم تحرك السيناريوهات المتصلة بإمكان التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية بشكل لافت أخيرا. ولا ينفصل عن هذا المناخ المرشح للتفاعل الحار تباعا اختراق الملف البالغ الخطورة المتصل بكثافة موجات التسلل للسوريين الى لبنان عبر عمليات التهريب عبر الحدود السورية – اللبنانية اذ ان هذا الملف بات في صدارة الأولويات الأكثر الحاحا وخطورة بعد تكشف خطورة الاعداد التي تدخل الى لبنان وما سيرتبه ذلك من تفاقم إضافي غير مسبوق للاعباء والتعقيدات والاخطار على شتى المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي لم يعد ممكنا للبنان اطلاقا تحملها . ولذا سيتزامن وصول لودريان الاثنين وتصاعد الحمى الرئاسية مع انعقاد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء حدد موعدها قبل ظهر الاثنين ستخصص “للبحث في مستجدات موضوع النزوح السوري لا سيما التسلل غير الشرعي للنازحين” كما ورد في دعوة الأمانة العامة لمجلس الوزراء الى الوزراء .
وبالعودة الى مهمة لودريان قال مقرّبون منه امس لوكالة فرانس برس إنّ وزير الخارجية الأسبق “سيكون في لبنان الإثنين”، دون مزيد من التفاصيل حول برنامجه. وكان لودريان اقترح أن يجتمع جميع الفاعلين السياسيين اللبنانيين في أيلول للتوصّل إلى “توافق” يسمح بإنهاء الشغور الرئاسي المستمرّ منذ حوالى عام.
وأفاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان لودريان في جولته الثالثة على القوى السياسية الفاعلة سيتولى البحث بشكل ثنائي مع كل الاطراف حول نظرتهم واستنتاجاتهم للتوصل الى حل يؤدي الى سد الفراغ الرئاسي وفق ما جاء في الاجوبة التي قدموها ردا على تساؤلاته ومن خلال لقاءاته مع هذه الاطراف خلال جولتين من المحادثات. وكان مصدرا رفيعا في قصر الاليزيه اكد بعد ظهر الاربعاء الماضي في سياق عرضه مشاركة الرئيس ماكرون في اجتماعات مجموعة الدول العشرين في الهند من ٩ الى١١ ايلول ان “المباحثات ستطرق الى ملف لبنان بالتاكيد لكن لا يمكنني الجزم مسبقا بمحتوى محادثاته، لكن تعلمون اين هي اهتماماتنا بلبنان وما هو موقفنا. لذلك فان الرئيس سيعمل مع محمد بن سلمان لتعزيز مهمة جان ايف لودريان في لبنان. وانتم تعلمون ان جان ايف لودريان ذهب الى المملكة السعودية لاجراء مباحثات حول ذلك وسنواصل معا المضي قدما بشأن هذا الموضوع”.
ولذا يمكن الاستنتاج ان باريس تعول على دعم سعودي فاعل لمبادرتها من اجل انتخاب رئيس لجمهورية في اقرب وقت ممكن، ومبادرتها تنطلق من شبه تفاهم بين اعضاء المجموعة الخماسية خصوصا ان المخاوف الامنية بدأت تتصاعد من جراء وضع اقليمي هش . وكشفت مصادر ديبلوماسية ل”النهار” ان المجموعة الخماسية ستلتئم على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة خلال النصف الثاني من شهر ايلول الجاري، وستضع في اجتماعها اللمسات الاخيرة على شروط الحل بعد ان يكون لودريان اجتمع مع القوى السياسية اللبنانية في مسعاه الضاغط للخروج من التعطيل الرئاسي. وقد يصدر عن اجتماع الخماسية كما في الاجماع السابق بيان يحدد خارطة الطريق للوصول الى حل للازمة اللبنانية وشروط المجموعة لتقديم المساعدات اللازمة لانعاش الاقتصاد.
يشار الى انه في اطار التحركات الداخلية عقد اجتماع بين عدد من نواب المعارضة و”التيار الوطني الحر” جرى خلاله تأكيد الطرفين استمرار تقاطعهما على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور .