#الثائر
يخوض لبنان معركة دبلوماسية في موضوع التمديد لقوات اليونيفيل ، حيث تضمنت مسودة المشروع الفرنسية، بنداً اضافياً، لتوسعة صلاحيات اليونفيل وتحويلها من الفصل السادس كقوة حفظ السلام، إلى الفصل السابع الذي يمنحها الحق بتنفيذ قرارات مجلس الأمن بالقوة.
حول هذا الموضوع تحدث رئيس تحرير موقع "الثائر" إلى قناة الساحات في برنامج ستوديو السابعة حيث أوضح أنه:
تم استخدام قواة حفظ السلام لأول مرة في العالم عام ١٩٤٨ ، عندما ارسلت الأمم المتحدة مراقبي الهدنة إلى فلسطين. أما في لبنان فهي وصلت عام ١٩٧٨ للتأكد من تنفيذ إسرائيل للقرارين ٤٢٥ و٤٢٦.
منذ ذلك الوقت تم تعديل قرار التمديد لهذه القوات عدة مرات، لكن التعديل المهم حصل عام ٢٠٠٦ في القرار ١٧٠١.
في العام ٢٠٢٢ تم تمرير فقرة في قرار التمديد، رقم ٢٦٥٠ تسمح لليونفيل بحرية الحركة دون التنسيق مع الجيش اللبناني، وهذا سبب بعض الصدامات بين اليونفيل والأهالي.
نجحت قيادة الجيش اللبناني بالتفاهم مع قائد اليونفيل الجنرال لازارو ، بتدارك المأزق، وتنسيق عمل وتحركات اليونفيل مع الجيش، بالرغم من صدور القرار.
المعركة الحقيقية التي تخوضها الدبلوماسية اللبنانية الآن، هي لتصحيح الخطأ الذي ارتكبته العام الماضي، عندما لم تعترض على توسعة صلاحيات اليونفيل.
وهذه المرة سمعنا أنه تم ادخال بند خطير على المسودة الفرنسية، يقضي باعطاء اليونفيل صلاحيات رادعة تحت الفصل السابع لتنفيذ قرارات مجلس الأمن بالقوة.
قد يكون هذا من باب الضغط على لبنان للقبول بالتعديل الذي حصل العام الماضي.
لكن اسرائيل تسعى طبعاً مع بعض الدول الغربية، لوضع اليونفيل في مواجهة مع الشعب في لبنان، واستخدامها لنزع سلاح المقاومة.
لا مصلحة لليونفيل بأن يُزج بها في هذا الأتون، وأن تتحول إلى قوة احتلال.
هناك شعور لدى قسم من اللبنانيين، أن قوات اليونفيل تُستخدم لرصد تحركات المقاومة، بدل أن تنفّذ مهمتها الأساسية، وهي رصد الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية.
وفق تصريحات قادة الجيش الاسرائيل، فإن إسرائيل في مأزق، والإسرائيليون لا يثقون بحكومتهم، وجنود الاحتياط يرفضون الالتحاق بالجيش، وإن يوم قتال واحد مع لبنان سيكون مكلفاً جداً، لأن لدى المقاومة قدرة على إطلاق أكثر من الفي صاروخ يومياً، والقبة الحديدية عاجزة عن التصدي لهذه الكمية، هذا اضافة إلى تفوق عناصر المقاومة في الطبوغرافيا والقناصة والتدريب، ولهذا تريد اسرائيل ان تستخدم اليونفيل للقتال عنها.
هناك اتفاقية SOFA بين لبنان والأمم المتحدة، وهي تلزم اليونفيل بالتنسيق مع الجهات اللبنانية.
لبنان يستفيد من وجود اليونفيل دبلوماسياً وسياسياً واقتصادياًً، وهناك أكثر من الفي شخص يعملون معها، ولذلك يطلب التمديد لها، لكن إذا كانت ستتحول إلى قوة احتلال، عندها الأفضل عدم طلب التمديد لها.
صحيح أن لبنان لا يملك حق الفيتو على قرارات مجلس الأمن، لكن يجب أن لا ننسى أن اليونفيل دخلت كقوات سلام، ولا نريد تكرار تجربة الحرب الكورية، عندما دخلت القوات الأمريكية تحت اسم الامم المتحدة، وخاضت حرباً لمدة ثلاث سنوات، راح ضحيتها مئات الآلاف.
لبنان يراهن على الدبلوماسية، وقام وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، ومندوبة لبنان الدائمة المستشارة جان مراد، بمجهود مهم، وهناك دعم عربي للموقف اللبناني، وكذلك تفهّم روسي وصيني، ولا اعتقد أن تتم الموافقة على التعديل المقترح، بل إن قرار التمديد سيمر دون تعديل.
تفاصيل أكثر في هذا الفيديو: