#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ما شاهدهُ الناسُ على شاشةِ التلفزيونِ منْ تضاربٍ خلالَ حلقةٍ تلفزيونيةٍ تتعلَّقُ بمسألةِ العقوباتِ على البلادِ والمرحلةِ المقبلةِ، يؤكِّدُ حجمَ الانقساماتِ في البلادِ،
على الخياراتِ السياسيةِ وهشاشةِ الاوضاعِ حيالَ التهديدِ بفرضِ عقوباتٍ على المسؤولينَ إذا استمرَّ التعطيلُ الرئاسيُّ.
فمجرَّدُ الحديثِ عن استقواءِ فريقٍ بالخارجِ ضدَّ فريقٍ آخرَ بالداخلِ على خلفيةِ عقوباتٍ قد تُفرضُ،
فجَّرَ إشكالاً في الاستوديو بينَ ضيوف الاعلامي المخضرم مرسال غانم، كادَ ان يُوقعَ قتلى وجرحى لولا تدخُّلُ الجيشِ اللبنانيِّ.
هذا في تعليقٍ بسيطٍ على البيانِ الصادرِ عن اللجنةِ الخُماسيةِ، فكيفَ إذا فُرضتْ العقوباتُ فعلياً على جهاتٍ تُعتبرُ معطلةً،
فكيفَ سيكونُ الردُّ ومنْ أينَ تبدأُ المواجهةُ؟
أوليستْ 7 ايار نموذجاً قد يتكرَّرُ؟
***
كلُّ هذا إن دلَّ على شيءٍ، فعلى غيابِ الحوارِ ولغتهِ، وللأسفِ لا تبدو الامورُ، مهيَّأةً امامهُ.
وما دامَ الحوارُ مقفلاً في الداخلِ، فمنْ الصعبِ فرضهُ من الخارجِ،
منْ دونِ تحضيرِ ارضيةٍ صلبةٍ لهُ،
وإلاَّ فسنكونُ كلَّ يومٍ امامَ مواجهةٍ او حادثٍ قد يفجِّرُ البلادَ، ويدفعها اكثرَ نحوَ المجهولِ،
وعلى سيرةِ المجهولِ، وبعدَ خارطةِ الطريقِ التي وضعها نوابُ حاكمِ المركزيِّ امامَ مجلسِ النوابِ،والشروطِ شبهِ التعجيزيةِ التي وضعوها للاستلامِ،
وبعدما سمعناهُ من خبراءِ الاقتصادِ ومعارضينَ أم موالينَ حيالَ تطوُّراتِ الايامِ المقبلةِ تبدو الامورُ، وكما كتبنا بالامسِ، وقبلهُ،
سائرةً نحوَ مصيرٍ اسودَ وايامٍ خطيرةٍ، ومنزلقاتٍ قد تدفعُ البلادَ هذهِ المرَّةَ نحوَ الارتطامِ الحقيقيِّ،
كونُ المعطياتِ تؤشِّرُ الى تفلتٍ حقيقيٍّ مرتقبٍ لسعرِ الصرفِ قد يتجاوزُ المليونَ ليرةٍ،
فماذا تفعلُ هذهِ المنظومةُ غيرَ الهربِ او السفرِ؟
فرئيسُ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ لا يزالُ في "البحرِ" سائحاً وعائماً بينَ ايطاليا وفرنسا.
فيما البلدُ يغرقُ وهو لا يسألُ ..
***
امَّا النوابُ فلا حولَ لهمْ ولا قوةَ لتشريعٍ يتجاوزُ قدراتهمْ وخلافاتهمْ،امَّا القياداتُ السياسيةُ فضائعةٌ بينَ الشعبويةِ والاحقادِ والفتنِ.
وحدهمْ الناسُ سيدفعونَ الثمنَ وخاصةً ذلكَ العسكريُّ الساهرُ على الحدودِ الذي سيَسألُ غداً كمْ سيُصبحُ راتبي الشهري 10 دولارٍ او 20 دولاراً؟ الارتطامُ واقعٌ لا محالةَ!