#الثائر
د. ناصر زيدان - الانباء
يبدو ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان على نار حامية، رغم أن الأفق الذي يتوضح معه موعد ولادة الرئيس لم يتحدد بعد. والحراك الدولي والإقليمي، الذي تقوده قطر هذه المرة، يعطي فكرة واضحة عن إمكانية حدوث تبدلات في مواقف بعض الأطراف في الداخل والخارج، مما قد يؤمن فرصة لنفاذ الاستحقاق من حقل الألغام السياسية الذي وضع فيه منذ ما يقارب العام.
إشارة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن عدم التوافق في ملف انتخاب الرئيس لا يفسد الود بين حركة أمل وبعض القوى الأخرى، فيها دلالات واضحة إلى إمكانية تغيير المواقف تجاه الاستحقاق، بما قد يخلط أوراق اللعبة، وبري كان قد سرب عن قصد في الأسبوع الماضي «أن قائد الجيش صاحبنا» بينما العقبة الرئيسية أمام وضع ترشيح العماد جوزاف عون موضع الجد، كان إصرار بري على إجراء تعديل دستوري يسمح للموظفين من الفئة الأولى ـ كما هو الحال مع قائد الجيش ـ أن ينتخبوا لموقع الرئاسة، وقد اشترط أن يصدر قانون التعديل الدستوري موقعا من ثلثي وزراء الحكومة التي تقوم بمهام رئاسة الجمهورية، وهو أمر في غاية الصعوبة، لأن ترشيح العماد جوزاف عون يلقى معارضة قوية حتى الآن من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والتيار يتمثل بعدد كبير من الوزراء في حكومة تصريف الأعمال الحالية.
والمفاوضات التي تجري بين حزب الله والتيار الوطني الحر تؤشر إلى معالم مرحلة جديدة من التعاون أسس لها الرئيس ميشال عون في زيارته لدمشق، ويبدو أن الأخيرة كلفت اللواء عباس إبراهيم القيام بدور الوسيط، ذلك بعد أن وصلت العلاقة بين حليفي الأمس إلى شبه قطيعة، نتج عنها تبني التيار للمرشح المستقل جهاد أزعور المنافس لمرشح حزب الله النائب السابق سليمان فرنجية. لكن، كل المعطيات تؤكد أن باسيل يحاول تعطيل وصول قائد الجيش للرئاسة، بينما يشترط أن يحصل على حصة وازنة في تعيينات العهد الجديد إذا ما وصل فرنجية إلى الحكم، لاسيما في المقاعد الوزارية وفي وظائف الفئة الأولى المخصصة للمسيحيين، وهذا ما كان يرفضه فرنجية في المفاوضات غير المباشرة التي جرت بينهما.
تشير المعطيات المتوافرة من عدة مصادر أن دينامية أميركية جديدة قد تخرج إلى العلن بعد لا مبالاة طويلة، وتطورات الجنوب المتسارعة إضافة إلى ملف استخراج النفط والغاز، قد يكون دافعا مهما للحراك الأميركي. وبالفعل، فقد أعلن عن قرب زيارة سيقوم بها المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى لبنان والمنطقة لتحريك الجمود القائم، ولتجنيب المنطقة حرب مرفوضة، ولكنها قد تقع في أي لحظة.
والتطورات التي حصلت أخيرا، لاسيما منها تهديد نواب حاكم مصرف لبنان بالاستقالة بعد انتهاء ولاية الحاكم في نهاية الشهر الجاري، إضافة لقرار البرلمان الأوروبي في الإبقاء على دعم النازحين السوريين في لبنان بدل العمل على تأمين عودتهم إلى سورية، ساهمت في تبديل بعض المواقف، وقد التقت رؤى قوى من مواقع مختلفة ومتناقضة حول هذين التحديين، خصوصا بين الرئيس نبيه بري ود.سمير جعجع ويؤيدهم عدد كبير من الكتل والنواب.