#الثائر
استهل الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ، كلمته في ذكرى رحيل القيادي في الحزب مصطفى بدرالدين، بتوجيه "التبريك والتعزية إلى الشعب الفلسطيني فصائل المقاومة، وبالأخص حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، بالشهداء القادة الذين استشهدوا في هذه الأيام".
وقال: "هناك مشكلة في لبنان لجهة ما يبتلى به البعض، من ضيق الأفق والحسابات الضيقة والانفصال، عن الواقع والتنكر للتطورات"، وسأل: "هل يمكن أن يقارب أحد بصحة وسلامة وصوابية، الاحداث في لبنان بمعزل عن أحداث المنطقة؟".
وإذ لفت الى أن "العدوان على غزة بدأه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من أجل اغتيال قادة سرايا القدس"، اسف "لاستمرار الصمت العالمي، والولايات المتحدة الاميركية منعت مجلس الأمن الدولي من اصدار بيان إدانة لاسرائيل لقتلها النساء والأطفال في غزة"، مشيرا الى ان "دوافع نتانياهو من المعركة استعادة الردع الذي تآكل، الهروب من الانقسام الداخلي، ومعالجة التفكك في ائتلافه الحكومي وتحسين وضعه السياسي والانتخابي، وحسابات نتنياهو كانت فاشلة حيث كان القرار الاستفراد بحركة الجهاد الاسلامي وتحييد باقي الفصائل وإحداث فتنة في بيئة المقاومة"
وتابع: "رغم كل الاغتيالات لقادتها لم تضعف حركات المقاومة ولم تتخلخل قدراتها بل كانت هذه الدماء الزكية تعطي دفعا للأمام، ومن نقاط قوة حركات المقاومة في فلسطين والمنطقة أن لديها قدرة عالية على ترميم بنيتها القيادية بسرعة. ثمة هدوء وحكمة في إدارة المعركة ما يفوت على العدو تحقيق أي من أهدافه، والعدو كان ينتظر رد فعل من حركة الجهاد الإسلامي وعندما لجأت قيادة الفصائل بلهدوء اضطرب العدو، وقيادة حركة الجهاد الإسلامي تعاطت بشكل حكيم وهادئ بعد اغتيال القادة في سرايا القدس وتواصلت مع قيادة كتائب القسام كي يكون الموقف موحدا".
وقال: "الاحتلال سعى لضرب البنية القيادية لسرايا القدس وتدمير قوتها الصاروخية عبر تفكيك قيادتها المباشرة".
وأكد نصرالله ان "أي عملية اغتيال في المستقبل لن تمر وانما ستؤدي الى مواجهة واسعة"، معتبرا ان "هذه النتيجة حتى الان هي ببركة الوحدة بين الفصائل الفلسطينية"، متوجها اليهم بالتقدير على "تعاونهم وادارتهم الحكيمة لهذه المعركة"، ولفت الى أن "معركة غزة مهمة وتأثيراتها لا تقتصر على القطاع بل على عموم المنطقة".
وختم الامين العام لحزب الله حزب الله حديثه عن الوضع في غزة قائلا: "نحن على اتصال دائم مع قيادات الفصائل ونراقب الاوضاع وتطوراتها ونقدم في حدود معينة المساعدة الممكنة، ولكن في اي وقت تفرض المسؤولية علينا القيام بأي خطوة او خطوات لن نتردد ان شاء الله".
وعن عودة سوريا الى الجامعة العربية رأى نصراله ان "دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الجامعة العربية، هي خطوة مهمة جدا، وأقول إن سوريا بقيت في مكانها ولم تغير موقفها ولا استراتيجيتها".
واضاف:" ومع كل نصر سياسي او معنوي في سوريا نرى فيه وجه مصطفى بدر الدين وكل الشهداء، ومع كل تطور وتقدم نحن من الذين يبارك لنا"، معلنا أن "الحكومة اللبنانية مطالبة بإعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا، وهذا يصب في مصلحة لبنان".
وبشأن ملف النازحين السوريين، أكد نصرالله أن "معالجة ملف النازحين تكون بتشكيل وفد وزاري أمني يزور دمشق، ويجب ان يتم اتخاذ قرار سيادي وعدم الانصياع للضغوط الخارجية"، مؤكدا أن "حزب الله لا يمنع احدا من العودة إلى القرى الحدودية السورية، وكل الدعاية عن ذلك كذب كبير".
وقال:"حزب الله لا يحتل بيوتًا أو قرى ولا يمنع أحدًا من العودة للقرى الحدودية السورية وكل الدعاية عن ذلك كذب كبير. أكثر من كان متحمساً لإعادة أهالي القصير وقراها إلى بيوتهم هو حزب الله. مع كل حادثة تحصل يُتهَم حزب الله بتجارة الكبتاغون وكل ذلك كذب وخيانة وقلة أخلاق".
وعن الوضع اللبناني قال: "نعتقد أن مجلس النواب اللبناني يمكنه أن يكمل التشريع بشكل طبيعي وليس فقط تشريع الضرورة، وحكومة تصريف الأعمال يجب أن تبقى تمارس أعمالها ضمن حدود الدستور رغم كل الصعوبات ومشكورين على القيام بذلك، والأبواب ما زالت مفتوحة للنقاش والحوار والتلاقي في ملف رئاسة الجمهورية، نحن لا نفرض مرشحًا على أحد وليرشح كل طرف أي اسم يريد ولنذهب إلى المجلس لانتخاب رئيس، والوزير السابق سليمان فرنجية ليس مرشح صدفة بالنسبة إلينا بل هو مرشح طبيعي وجدي".
ولفت نصرالله الى انه ليس مع "تعيين حاكم لمصرف لبنان، وحكومة تصريف الأعمال لا تعين شخصا في هذا المنصب، فلا تعيين ولا تمديد لحاكم مصرف لبنان، وعلى الجميع تحمّل مسؤولياته وعدم التخلي عنها".
وبالنسبة للوضع العربي قال: "لا عداوات دائمة ويجب علينا كلبنانيين أن نستفيد من المناخات الإيجابية في المنطقة".