#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عندما يتقدَّمُ نوابٌ من القواتِ اللبنانيةِ والكتائبِ والمستقلينَ والتغييريينَ بطعونٍ بقانونِ التمديدِ للمجالسِ البلديةِ والاختياريةِ، يُطرحُ السؤالُ أينَ كانوا لتعطيلِ نصابِ جلسةِ التمديدِ للبلدياتِ،
وهمْ كانوا يعرفونَ مُسبقا أنها ستؤجَّلُ وسيتمُّ التمديدُ للبلدياتِ بقراراتٍ أتخذتْ في الليلِ على مستوى ميقاتي – بري – باسيل وحزب الله.
اليومَ يظهرُ وكأنَ هذهِ الطعونَ وعلى جدِّيتها،
تأتي في إطارِ المزايداتِ الشعبيةِ ليسَ إلاَّ بعدما عجزَ،
حضراتُ النوابِ وغيرهمْ عن تقديمِ نموذجٍ ناجحٍ إنْ في التشريعِ او في انتخابِ رئيسِ جمهوريةٍ او أقلَّهُ في تشكيلِ جبهةٍ معارضةٍ واحدةٍ موحَّدةٍ تتفقُ على اسمِ مرشحٍ.
اليومَ لا نعرفُ إذا كانَ ميشال معوض لا يزالُ مرشَّحاً ام لا، وباسمِ منْ غيرِ القواتِ اللبنانيةِ والكتائبِ،
كونُ وليد جنبلاط في حديثهِ التلفزيونيِّ الاخيرِ عزلَ نفسهُ عن التسميةِ...
***
من هنا، يبدو العجزُ مُكبِّلاً الجميعَ إن على صعيدِ الرئاسةِ او على صعيدِ التشريعِ او على صعيدِ عملِ الحكومةِ.
ومفتاحُ كلِّ الحلولِ قرارٌ خارجيٌّ يُواكبُ توافقاً داخليَّاً على تسميةِ رئيسٍ.
ويأتي كلامُ رئيسِ مجلسِ النوابِ نبيه بري واضحاً لناحيةِ الاشارةِ الى دورِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ في هذا الاستحقاقِ وضرورةِ طمأنتها...
فهلْ نحنُ امامَ اسابيعَ او اشهرٍ طويلةٍ لتقديمِ الضماناتِ ورسائلِ الطمأنةِ للمملكةِ فيما يتعلَّقُ بكلِّ المسائلِ العالقةِ مع دولِ الخليجِ،
أم انْ الامورَ ستقفُ هنا كونُ اطرافِ الداخلِ غيرُ مستعجلينَ لحرقِ اوراقهمْ وغيرُ مستعدينَ للتنازلاتِ...
يبدو السيناريو الثاني هو المتداولُ،
وعليهِ فأنَ البلادَ ذاهبةٌ الى مزيدٍ من التآكلِ والانهياراتِ ولا سيما مع بدءِ العملِ اعتباراً من هذا الاسبوعِ بالرواتبِ الجديدةِ للقطاعِ العامِ،
وبدءِ العملِ بالدولارِ الجمركيِّ على سعرِ صيرفةٍ، فماذا سيبقى من قدرةٍ شرائيةٍ للناسِ،
وكيفَ ستتمُّ معالجةُ التضخُّمِ الناتجِ عن طبعِ المزيدِ من الليراتِ، وما السبيلُ لوقفِ إنهيارِ العملةِ اللبنانيةِ من جديدٍ امامَ الدولارِ...
***
يبقى السؤالُ:
هلْ تَطبَّعَ الناسُ مع كلِّ الانهياراتِ، وهلْ استسلموا؟
وكيفَ يُديرونَ امورهمْ وفواتيرهمْ ويومياتهمْ؟
هذا هو سرُّ هذا البلدِ "العجيبِ"، وهلْ ان الناسَ نامتْ على ذلِّها وسكتتْ،
أمْ انَ هناكَ مصادرَ دخلٍ غريبةٍ عجيبةٍ ايضاً تُسكِتُ الناسَ،
خصوصاً عندما نعرفُ كيفَ ان الاسعارَ ارتفعتْ في لبنانَ 264% خلالَ عامٍ ..
هذا هو الانهيارُ الكبيرُ بعينهِ.
فلماذا لا يغضبُ الناسُ؟