#الثائر
هند خليفات
النشرة الدولية -
كل مرة أشاهد مقطع فيديو من رائد الحلم والفضاء الإماراتي سلطان النيادي أقول في قلبي بفخر ومشاعر عميقة " اللهم آنسهُ في محطته"، مجرد التفكير في أن يقضي شخص ما ستة شهور متواصلة في كبسولة فضاء بعيد عن العالم، حيث لا يمكن مجرد التفكير بقطع الرحلة أو حتى طرح الفكرة يغدو أمرا مرعبا لشخص بسيط مثلي، ينزعج من مجرد الولوج للمصاعد في ناطحات السحاب !
أجد صعوبة في تخيل مدى جسارة وتصميم هذا النيادي ، فيقوم دماغي بتخيل سيناريوهات مثلا كيف يمكن أن يأتيه يوما اتصالاً أن هناك اجتماع أولياء أمور في المدرسة لأطفاله، وهناك كعكة ميلاد صديقة أطفاله تحتاج أن يجلبها في طريقه، كيف يمكن أن يعبر على باله وجبة هريس في تالي الليالي ويكون أقرب جرم فلكي له هو كوكب أورانوس !!
حقا لا أستطيع مجرد تخيل هذه الحياة العظيمة التي لا يقوى عليها سوى الهمم العظيمة التي التقطت الحلم الإماراتي..
لنعترف نحن من جيل تربى فترة من العمر على هالة الحلم الأمريكي، حيث أرض الأحلام الموعودة، لكن ما أن اختمرت تجربتنا حتى أدركنا أن بعض الوهم أيضا وهم وتلاشت شيئا فشيئا، مع تفشي الاختلال في منظومة التوازن الاجتماعي في المجتمع الأمريكي وهيمنة شبح الجريمة وتبني مفاهيم يقوم بعض منها على القبح ،وتفشي فداحة الضرائب وغيرها من الكوابيس !
في ذلك الوقت كان الحلم الإماراتي يتشكل بهدوء في ذهن الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، حيث غرسهُ في أرض ذات زرع، بين رجالا ونساء آمنوا أن روح الإتحاد هي الوسيلة للنجاة ولصناعة الأمجاد..
آمن بهذه النبوغة الإنسانية كل من حوله،وطّوّع حتى جلاميد الصخر لتصبح واحة غناء في قلب أرض كان يِقال عنها مجازا صحراء، حمل الأبناء هذه الأمانة وراكموا عليها من تقوية الجذور والامتداد الأفقي مع العالم فصارت الإمارات، وجهة العالم ومؤشر لجودة الحياة وتجاوزته لتصبح صفة لوصف الأحوال، ولا يمكن أن يعبر بك أي من المؤشرات الإيجابية أو جودة الحياة النوعية إلا وبرز علم الإمارات في مقدمة الدول، ..
في دانة الدنيا مثلا حيث #دبي التي تتجاوز اسم إمارة لتصبح وصفا إبداعيًا ، وبذات القوة امتدت الإمارات الحلم والرؤية عموديا، فنقشت أسمها في بحوث الفضاء واطلقت مستكشفها الراشد ومسبار الأمل.
وتجلى هذا الامتداد العمودي في المشاركة الفعالة في محطة الفضاء الدولية وتكليف الريادي سلطان النيادي رائداً في الفضاء ومشاركا في بحوث عالمية تنتظر نتائجها البشرية التي أنهكتها للأسف الأمراض على أقل تقدير ، سلطان الذي يحمل حلم زايد في عقله وقلبه و يحمل فتيل من أمل يضيء سماء العرب أجمع بمزيد من التأكيد أن مازال الحلم ممكنا، وأن على هذه المجرة ما يمكن أن يكون عربيا إماراتيًا ..
مرحبا في حقيقية أن الحلم الحقيقي هو إماراتيا وأنها تقود العالم في صناعة حالة من الإلهام، وأنها أعادت للعرب جزءا من ألق الإمكانيات ووهجا في زمن انطفأت فيه سُرُجٌ كثيرة للأسف …
من المنيرة في جزيرة #أبوظبي أنادي هذا المساء في السماء الواسعة تحية كبيرة لسلطان النيادي الذي يحمل جزءا من الحلم الإماراتي .. عدْ سالما غانما بالبحوث والاستكشافات .. عشت وعاشت الإمارات