#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بغضِّ النظرِ عمَّا صدرَ عن مجلسِ الوزراءِ،فأقلُّ ما يُقالُ انَ الضررَ الفادحَ وقعَ، وانَ البلادَ ظهرتْ على حقيقتها،
وان الناسَ، في لحظةٍ من اللحظاتِ، عبَّروا عمَّا تختلجُ بهِ صدورهمْ من آلامٍ ومن رفضٍ للقهرِ ومنْ نيَّةٍ للتمرُّدِ.
استفقنا على تقريرٍ على احدى القنواتِ الفرنسيةِ يتحدَّثُ عن الانقسامِ اللبنانيِّ حولَ التوقيتِ،
بِما يؤشِّرُ لملامحِ حربٍ اهليةٍ جديدةٍ.. لو لم يتراجعْ وبسرعةِ البرقِ.
فهلْ انتبهَ الذي أخذَ البلادَ الى هذا القرارِ وردودِ الفعلِ عليهِ، والتعاملِ المربكِ على الصعيدِ الرسميِّ اولاً ثمَ التعاملِ الشعبيِّ،
هلْ انتبهَ الى هذا الجنونِ؟
وهلْ قرأ الداخلُ كما الخارجُ جيداً مؤشِّراتِ ما جرى، وكيفَ ان المسلمينَ ابدوا استياءً من تعاملِ الآخرِ معهمْ...
ما جرى ويجري خطيرٌ وذكَّرَ بالحكومتينِ في ايامِ الحربِ، لذلكَ التراجعُ يدلُ على خفَّةِ صاحبهِ...
ومنْ سلكَ الاوتوستراداتِ الساحليةَ صباحَ الاثنينِ ادركَ خطورةَ الامرِ.
ثمَّةَ من إلتحقوا باعمالهمْ وجامعاتهمْ ومدارسهمْ حسبَ التوقيتِ الشتويِّ المستمرِ، وثمَّةَ منْ إلتحقوا حسبَ التوقيتِ الصيفيِّ، فكانتْ الطرقاتُ سالكةً في اكبرِ تعبيرٍ رمزيٍّ عن زمنِ الحربِ...
خفَّةٌ اوصلتنا الى هذا الشعورِ وإلى هذا الانقسامِ.
***
خفَّةٌ ارادتْ إلهاءنا عن الفضائحِ التي تعجُّ بها الجمهوريةُ الفاشلةُ، وآخرُ الفضائحِ تلزيمُ المطارِ بمبناهُ الجديدِ.
هذا الذي كُشفَ، فماذا عن المستورِ من فضائحَ وتلزيماتٍ اخرى في كلِّ اداراتِ الدولةِ؟
الاسوأُ ان امورَ الدولةِ تُدارُ بالنكاياتِ وبالحردِ والزعلِ والعبثيةِ...
يُلغي "النجيبُ" جلسةَ مجلسِ الوزراءِ ثمَ يعودُ ليقرِّرها منتصفَ ليلِ الاحدِ ببندٍ وحيدٍ هو التوقيتُ الصيفيُّ.
وكأنَ الوزراءَ ادواتٌ، وكأنَ المؤسساتِ دمى، وكأنَ الرأيَ العامَ يستحقُ ما يتلقَّاهُ... أينَ المسؤوليةُ؟
وماذا عن البنودِ الاخرى التي كانتْ مدرجةً على جدولِ اعمالِ مجلسِ الوزراءِ ... لناحيةِ التقديماتِ لموظفي القطاعِ العامِ؟
وهلْ خافَ "فخامةُ" النجيبِ من التظاهراتِ التي كانتْ ستقامُ ظهرَ الاثنينِ امامَ السرايا احتجاجاً؟ ولملمَ الوزراءَ واعادَ التوقيتَ الصيفيَّ العالميَّ مثلَ الشاطرِ.
***
العالمُ في مكانٍ ونحنُ في مكانٍ آخرَ.
العالمُ تنقلبُ فيهِ الموازينُ ويعيشُ مصالحاتٍ وتفاهماتٍ فيما نحنُ نتلهى بصغائرنا، والخفَّةُ تحكمُ المسؤولينَ عن قراراتنا...
هلْ يُعقلُ مثلاً التعاملُ مع الدولارِ الجمركيِّ الخاصِ بالسياراتِ؟
ولماذا وكيفَ كانَ رقماً ثمَّ تمَّ التراجعُ عنهُ، ثمَّ تمَّتْ العودةُ إليهِ، ثمَّ سُعِّرَ على اساسِ 8000 لكلِّ منْ شحنَ قبلَ اولِ اذار...
ماذا عن الذينَ دفعوا؟
هلْ تُعيدُ لهمْ الخزينةُ اموالهمْ؟
ايُّ جنونٍ نعيشُ فيهِ؟
وهلْ انتخابُ رئيسٍ للبلادِ يُعيدُ تصويبَ الامورِ؟
***
وعلى سيرةِ الرئاسةِ المغيَّبةِ والمعلَّقةِ، كانتْ تنقصنا الحدَّةُ التي تعاملَ فيها جبران باسيل مع الجميعِ في خطابهِ الاحد.
وهذا يقولُ عملياً ان التفاهمَ مع الحزبِ سقطَ نهائياً، فيما الفيتو السعوديُّ صارَ واضحاً على سليمان فرنجيه وظهرَ ذلكَ من الاجواءِ السعوديةِ وآخرها مع د. سمير جعجع...
إذاً... هلْ سقطتْ نهائياً حظوظُ سليمان فرنجيه ولكنْ لمصلحةِ مَنْ؟
مَنْ ستقدِّمُ المعارضةُ إذا توحَّدتْ، وهلْ يقبلُ الثنائيُّ بالتخلِّي عن فرنجيه ولمصلحةِ مَنْ؟
ربما يكونُ الجوابُ للأسفِ في الاتصالِ بينَ ماكرون ومحمد بن سلمان...
حقاً أنها "هزيمةٌ لفخامةِ" النجيبِ...!