#الثائر
- " اكرم كمال سريوي "
"اشتدّي أزمة تنفرجي" على هذه القاعدة تسير الأمور في لبنان والعالم، فالأزمات، وحتى الحروب، هي حاجة ماسة لبلورة الحلول وإخراج التسويات من عنق الزجاجة، لكن المؤسف أنها دائماً تتم على حساب الشعب!!!!
وحدهم أصحاب القرار ومهندسو الأزمات، يعرفون أين ومتى وكيف سيتم تنفيذ الخطط، التي غالباً تكون مرسومة بخطوط عريضة، ومحاور تحرّك رئيسية، توكل قيادة كل محور فيها إلى فريق معين، لكن السيل الجارف عادةً، يأخذ في طريقه عدداً كبيراً من الأبرياء، ولا ينجو، سوى مَن كان كنملة سليمان، التي صاحت بأخواتها عند سماعها دبيب جحافل الجيش:" حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُون".
أن يرتفع سعر الدولار من 45 الف ليرة، إلى 90 الف، في فترة أقل من شهر، ثم الى 145 الف في أسبوعين، ثم يتراجع خلال ساعات قليلة إلى 105 آلاف، فهذا طبعاً ليس بسبب انهيار القطاع؛ الصناعي أو الزراعي أو السياحي ولا حتى المصرفي في لبنان، بل السبب سياسي بامتاز، فإنضاج التسوية يحتاج إلى أزمة وأضاحي.
والتضحية بالخراف لدى الراعي، أسهل من التضحية بكلاب الحراسة!!!!!.
يطالعنا بعض من يدّعي الخبرة في الاقتصاد بالقول: "أن المركزي يحاول شراء الدولار من السوق، فيرفع بذلك السعر. ويضيف هؤلاء أن كل هذا يحصل بسبب رواتب القطاع العام، وحاجة المركزي لدفعها بالدولار على منصة صيرفة".
طبعاً هذا تضليل وافتراء جديد على القطاع العام
الأثنين الفائت، رغم إضراب المصارف، بلغ التداول على صيرفة 20 مليون دولار، وعندما تفتح المصارف ابوابها، يتجاوز التداول على صيرفة مئة مليون دولار يومياً، وكل هذه الدولارات تذهب من المصرف المركزي إلى جيوب التجار، الذين يحققون منذ أشهر، هُم والمصارف، أرباحاً كبيرة من التداول على صيرفة.
لو افترضنا وجود 400 الف موظف (مع المتقاعدين طبعاً) في القطاع العام، وتقاضوا راتباً شهرياً، بمعدل ٢٠٠ دولار للموظف (مع العلم أن راتب الغالبية أي الفئتين الرابعة والخامسة هو ١٢٠ دولار تقريباً) فكل رواتب القطاع العام، وفق سعر صيرفة 45 الف ليرة، لن تتجاوز 80 مليون دولار .
اي أقل مما يأخذه ويربحه التجار والمصارف، في يوم واحد من المركزي، عبر صيرفة.
إذا كان سعر الدولار : مئة، مئتان، خمسمائة، أو مليون ليرة لا فرق، فهذا مجرّد رقم وهمي، يتم تداوله بكبسة زر، عبر منصات المضاربة، التي يديرها تجار السياسة والاقتصاد في لبنان.
هذه لعبة رابحة، فمن جهة سيحقق بعضهم أرباحاً ومكاسب مالية ضخمة، ومن جهة ثانية ستُطبخ التسوية على النار المشتعلة، التي يُرمى فيها المواطنون كحطب يابس، فيحترقون ويحرقون معهم الوطن، وهم يعتقدون أنّهم انتقموا و أحرقوا هذا الزعيم أو ذاك !!!
لا جلسات انتخاب في رمضان!!!
ويبدو أن الرئاسة مؤجّلة حتى أيار المقبل، وإلى ذاك الحين، سيبقى جنون الدولار مستمراً ، فهذا "حصان طروادة" الرئاسة،.
ووحده رئيس حكومة تصريف الأعمال، سيجدد عقد جلسات مجلس الوزراء، ليس لإيجاد الحلول، بل لإدارة الأزمة، وضبط إيقاع لعبة انتخاب الرئيس، الذي سيصبح اسمه وبرنامجه ليسا أولوية، بل الأولوية لإنهاء الشغور بأي طريقة ممكنة.
ماذا سيحدث حتى ذاك الموعد؟
وكم من خراف ستُذبح، ليتلوّن بدمها أقحوان الربيع القادم في لبنان، بل ربما لتُصبغَ بها سجادة الرئاسة، ويصل فخامته إلى القصر المرصود؟!!!
#حمى الله لبنان.