#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
بعدَ عقودٍ من هدرِ الملياراتِ على الكهرباءِ، بدأتْ كهرباءُ لبنانَ،
وفي عزِّ إنهيارِ العملةِ والفقرِ المُدقعِ الذي يعيشهُ الناسُ،
والسقوفاتُ المتتاليةُ للسحوباتِ بالفريش اللبناني من المصارفِ،
بدأتْ بالتسعيرةِ الجديدةِ للتعرفةِ،
لكنها وبعدما بدأتْ طلائعها كما حذَّرنا منذُ اشهرٍ كوارثيةً، انطلقتْ حملةُ الناسِ لمقاطعةِ الدَّفعِ،
وجاءتْ مؤسسةُ كهرباءِ لبنانَ لتسترَ فضيحةَ التسعيرِ بالابقاءِ على السعرِ السابقِ للصيرفةِ زائد 20 %. "منَّنتنا وربحتنا جميلي" كهرباءُ لبنان وتكارمتْ علينا بإحتسابِ السعرِ السابقِ للصيرفةِ،
فيما زادتْ كلُّ الفواتيرِ بما فيها المولِّداتُ التي سعَّرتْ على الدولارِ،
وزادتْ تعرفاتُ اسعارِ الساعاتِ زائدُ الضريبةِ على القيمةِ المضافةِ.
***
هذهِ عيِّناتٌ من الجنونِ الذي تدفعُ الدولةُ إليهِ الناسَ، فكيفَ يتدبَّرونَ امورهم، ومنْ أينَ يأتونَ بالاموالِ لكلِّ متطلباتهمْ؟ والاسوأُ هذهِ الجرائمُ التي ترتكبها السلطةُ التنفيذيةُ لتحصيلِ الاموالِ كيفما كانَ، ومن دونِ مراعاةِ الحدِّ الادنى من اوضاعِ الناسِ،
تظنُ حكومةُ "النجيبِ العجيبِ" ومن لفَّ لفَّها،
انَ كلَّ الناسِ تحملُ اموالاً "بالشنطِ" من الخارجِ، وتشتري سياراتٍ فاخرةً وشققاً وفيلاتٍ "ببلاشْ"،
فإذا بها تساوي الحرامي بالآدمي والغنيِّ بالفقيرِ...
واساساً كيفَ يمكنُ ان تفرضَ تلكَ الحكومةُ على الناسِ دفعَ فواتيرها وبعضِ الرسومِ والضرائبِ بالليرةِ النقديةِ وليسَ بالشيكاتِ؟
منْ أينَ يأتي الناسُ باللبنانيِّ نقداً؟
وهلْ كلُّ اللبنانيينَ يملكونَ دولاراتٍ فريش حتى يصرِّفوها؟
أنهُ الجنونُ إينما كانَ والناسُ من صدمةٍ الى صدمةٍ.
ولا مخارجَ.. رئاسيةٌ او ماليةٌ او اقتصاديةٌ او اجتماعيةٌ.
كأنَ هناكَ لعنةً تحلُّ على هذه البلادِ، وكأنَ هناكَ قدراً يلحقُ بهذا الشعبِ من دونِ ان يرى منذُ عقودٍ بقعةَ ضوءٍ...
الامورُ تنذرُ بالاسوأِ.. ولكنْ هلْ يصمدُ الناسُ؟
وبأيِّ كلفةٍ؟