#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
اتبعَ "النجيبُ" مقابلتهُ التلفزيونيةَ المتوتِّرةِ بتعميمٍ الى وزيرِ الداخليةِ طالباً منهُ الايعازَ للضابطةِ العدليةِ عدمَ الامتثالِ لاوامرِ القاضيةِ غادة عون ...
عظيمٌ.. بغضِ النظرِ عن صوابيةِ وقانونيةِ ودستوريةِ التعميمِ،
والذي سرعانَ ما علَّقتْ عليهِ القاضيةُ غادة عون وهو سيفتحُ نقاشاً وسِجالاً لن ننتهيَ منهُ...
ولكنْ...
هلْ يقولُ لنا "النجيبُ" عملياً وبعيداً عن صفِّ الكلماتِ والوعودِ في تعميمهِ،
كيفَ ستحافظُ المصارفُ على اموالِ الناسِ وكيفَ ستُعيدها وما هي مسؤولياتها..
بشرَّنا عبرَ الهواءِ "النجيبُ" بقربِ إنتهاءِ اضرابِ المصارفِ خلالَ 48 ساعةً وجاءَ لقاؤهُ بوزيرِ العدلِ هنري خوري امسِ ليأخذَ البركةَ العدليةَ حولَ الاجراءِ.
لكنَّ "النجيبَ" لم يقلْ لنا كيفَ سيحلُّ إشكالَ الودائعِ المصادرةِ والمقرصنِ عليها والتي اساسُ اندثارها تلكَ المنظومةُ التي ينتمي اليها "النجيبُ" و"امثالهُ"...
لولا تلكَ المنظومةُ لما استدانتْ الدولةُ من مصرفِ لبنانَ ولما استدانَ مصرفُ لبنانَ من المصارفِ، والمصارفُ لم تغامرْ باموالِ الناسِ.
اليومَ يأتي ليقولَ ان الودائعَ تحتَ المئةِ الفِ دولارٍ ستُدفعُ ...
على منْ يضحكُ "النجيبُ"؟
وهلْ اساساً بقيَ شيءٌ من حساباتِ الناسِ تحتَ المئةِ الفِ دولارٍ؟
عملياً لقد تمَّ إقتطاعها بالهيركاتِ وبالتعاميمِ ولم يبقَ منها شيءٌ...
وهو اساساً لم يُخبرنا كيفَ ومنْ أينَ سيأتي بالاموالِ تحتَ المئةِ الفِ دولارٍ فيما المصارفُ عاجزةٌ عن دفعِ ثمنِ فاتورةِ مستشفى لمودعٍ...
***
الأنكى ان "النجيبَ" يقولُ لنا انهُ بمجردِ انتخابِ رئيسٍ سينزلُ الدولارُ عشراتِ الالافِ...
كيفَ ولماذا؟
ولماذا لم تفعلْ أيَّ شيءٍ عندما علمتَ كما صرَّحتَ ان الدولارَ سيرتفعُ خلالَ ساعاتِ الليلِ ايامَ السبتِ والاحدِ؟
ولماذا ارتفعَ اساساً وعلى أيِّ اساسٍ سيتراجعُ؟
حجةُ "النجيبِ" ان ارتفاعَ الدولارِ سياسيٌّ.
هلْ يعقلُ ان رئيسَ حكومةٍ يقولُ للناسِ ان لبنانَ استوردَ بقيمةِ 19 مليار دولار في 2022 .
دخلتْ من هنا وخرجتْ من هناكَ قاصداً، من دونِ ان يُسمي، التهريبَ...
فلنفترضْ ان رئيسَ دولةٍ خليجيةٍ شقيقةٍ كانَ يشاهدهُ فلماذا عليهِ ان يساعدَ لبنانَ طالما ان رئيسَ حكومةِ البلدِ يقولُ ان بلادهُ غيرُ قادرةٍ على ضبطِ التهريبِ والمرافىءِ.
لم يحسمْ "النجيبُ" التمديدَ بشكلٍ او بآخرَ للواء عباس ابراهيم، مُدَّعياً بأنهُ لا يريدُ قراراتٍ مخالفةً للدستورِ، هلْ نسيَ "النجيبُ" ان قراراتِ حكومتهِ غيرُ ميثاقيةٍ،
والدستورُ ينصُّ على توقيعِ 24 وزيراً، فكيفَ يتحدَّثُ عن حرصهِ على الدستورِ وهو اولُ من يخالفُ كلَّ يومٍ الدستورَ.
***
لم يعدْ "النجيبُ" داعماً لسليمان فرنجيه للرئاسةِ، بعدما كانَ صرَّحَ بذلكَ سابقاً وهو بذلكَ يتنصلُ تِبعاً لاجواءِ لقاءِ باريس ...
يخرجُ "النجيبُ" من اصدقائهِ وعلاقاتهِ تماماً كما يُخرجُ اموالهُ من لبنانَ في ليلةٍ ظلماءَ..
طمأننا في النهايةِ انهُ ذاهبٌ الى الفاتيكان للقاءِ البابا وسيزورُ بكركي لاطلاعِ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الزيارةِ.
صورةٌ تذكاريةٌ جديدةٌ لرئيسِ الفراغِ يريدُ ان يمدَّ فيها البومهُ العائليَّ، بعدما تأخرَ عن الالبومِ شهراً.
ما ذنبنا ان يحكُمنا امثالُ "النجيبِ"؟
المُبكي انهُ عندما سئلَ "النجيبُ" في مقابلتهِ عمَّا إذا كانَ بخيلاً، قال انا لستُ بخيلاً "لكني حريصٌ".
ما الفرقُ بينَ البخلِ والحرصِ عندما يُعلنُ "النجيبُ"،
انهُ لنْ يستخدمَ اموالهُ الخاصةَ لترميمِ السرايا،
إنما اموالُ القرضِ الكويتيِّ والتي من المعلومِ أنها كانتْ في سبيلِ مشروعٍ آخرَ،
فإذا بهِ يطلبُ من الاخوانِ الكويتيين نقلَ القرضِ لترميمِ السرايا...
رئيسُ حكومةٍ يعترفُ على شاشاتِ التلفزيون انهُ يملكُ الملياراتِ، يعلنُ انهُ غيرُ قادرٍ على دفعِ مالٍ من جيبهِ لترميمِ مقرِّ اقامتهِ ولمساعدةِ ابناءِ بلدهِ...
فقط ربَّحنا "جميلي"، انهُ يعرفُ ثمنَ علبةِ الحليبِ للاطفالِ،
لأنهُ اشترى ودفعَ مئةً وعشرةَ ملايينِ ليرةٍ ثمنَ حليبٍ لاطفالِ معاونيهِ..
يا لطيف.. عملياً دفعَ الف وخمسماية دولار ثمنَ حليبٍ لاطفالِ مساعديهِ فيما اطفالُ لبنانَ يجوعونَ،
وهو في الوقتِ نفسهِ يعلنُ انهُ دفعَ ثمنَ حليبٍ مئةً وعشرةَ ملايينَ ليرةٍ.
***
سبقَ وسألنا بماذا يعدُ النجيبُ؟
ويبدو ان اسئلتنا كانتْ في مكانها... !