#الثائر
انهارت الليرة وأصبح راتب الموظف أقل من خمسين دولاراً، ولا يكفي للذهاب إلى مركز العمل، أمتنع الموظفون عن الحضور، فتوقفت عجلة الإدارات العامة، وأضرب المعلمون فتعطل العام الدراسي، ويدفع الطلاب الثمن من مستقبلهم، وأضرب القضاة وأقفلوا هواتفهم، فتعطلت العدالة، ووحدها القوى الأمنية، لم تتأخر عن القيام بواجباتها، وملاحقة المجرمين والمخلين بالأمن.
كل لبناني يعلم معنى وصعوبة أن تعيش بخمسين دولار ، ورغم ذلك فإن عناصر الأمن الداخلي، كما باقي رفاقهم في الأجهزة الأمنية الأُخرى، دأبوا على القيام بواجباتهم. لا راتب يكفي، ولا تقديمات، والطبابة في أسوأ حال، وأسعار السلع على ارتفاع يومي، وبين ضغط العائلة وضرورات العيش، والقيام بالواجبات، اختاروا التضحية، والضغط على الجراح، وحماية أمن الوطن والمواطن.
حمل اللواء عماد عثمان العبء على كاهله، ونجح بفضل عصاميته، بانقاذ المؤسسة، والحفاظ على الانضباط، وتطبيق القانون، بشكل حازم وعادل، دون مسايرة لأحد.
رفض ترك المجرمين، يعيثون فساداً، ويسرحون ويمرحون، ويعتدون على المواطنين، فحمل الأمور بصدره، وبعد أن استنكف القضاة عن القيام بواجبهم، الوظيفي والوطني، وهم من حقهم المطالبة برواتب عادلة طبعاً، لكن هل يحق لهم بأن يفعلوا ذلك، عن طريق الامتناع عن إعطاء أمر بتوقيف المجرم، حتى ولو ضُبط بالجرم المشهود؟؟؟
أخطأ القضاة عندما تخلوا عن أبسط واجباتهم، لكن اللواء عثمان، عندما وجد أن الخيار هو: بين السماح بالفوضى وترك المجرمين، أو تجاوز الإجراءات الشكلية لإجراء التحقيقات اللازمة من قِبل الضابطة العدلية، وحماية أمن الناس، اختار عثمان الوقوف إلى جانب العدالة، وحماية مصلحة الوطن.
يصعب أن تقوم الدولة في ظل الظروف الراهنة، بتحسين رواتب الموظفين، وكل ما تم اتخاذه من إجراءات في هذا الصدد، تآكل بسرعة، مع ارتفاع سعر صرف الدولار. وحتى صيانة آليات قوى الأمن الداخلي، وتأمين ما يلزم، لتنفيذ المهمات المطلوبة، صعب وغير كافٍ ويتم بالحد الأدنى والضروري جداً.
بالإرادة والعزم، والإصرار على القيام بالواجب، وبالانحياز إلى جانب العدالة والقانون، وحفظ أمن المواطنين، تستمر قوى الامن الداخلي، بكشف عصابات التخريب والتجسس، وملاحقة المجرمين والمخلين بالأمن.
من أسرة "الثائر" ، ومن كل المواطنين الشرفاء، كل التقدير والاحترام، لكل فرد، ورتيب، وضابط، في قوى الأمن الداخلي، وإلى قائدها اللواء المناقبي عماد عثمان،
الف شكر لكم على تضحياتكم وعملكم الوطني الدؤوب، للحفاظ على لبنان وأمنه.