#الثائر
بقلم
صموئيل نبيل أديب
مرة في أوائلِ التسعينياتِ ظهرَ المهندسُ نجيبْ ساويرس فى أحدِ البرامجِ يتحدثُ فيها عنْ نفسهِ . .
لا أذكرُ منْ البرنامجِ سوى سؤالٍ واحدٍ سألتهُ المذيعةُ: ما أكبرُ عيوبكَ.. قالَ ( ميتي لا يموتْ . . الليُ يَغلط فيا بفضل فاكر له الغلطةِ ومشِ بتروحْ منْ بالى )
ميتى لا يموت هو تعبيرَ صعيديٍ على أنَ الشخصَ يستمرُ في داخلهِ (الحزنُ / الموقف) إلى ما لا نهايةً . .
وقتها كشابٍ يحملُ قلب لمْ توسخْه الأيام رفضتْ كلامهُ . . . فأينَ المحبة التي تسامح وأينَ الآية التي تقولُ اغفروا يغفرُ لكمْ . . وأين العيش و الملح وأينَ . وأينَ .!
ساويرس تقريبا كانَ يرسلُ رسالةً إلى أحدِ منافسيهِ عبرَ البرنامجِ لأنهُ وبعدٌ انتهاءِ جملتهِ نظر إلى الكاميرا نظره غاضبة تبينَ بصدقُ أنهُ لا ينسى . . .
أتذكرُ تلكَ النظرةِ إلى الآنَ بعدَ أنْ كبرنا و وسختنا الأيام وجرحتنا سهامُ الأصدقاءِ وخناجرِ الأقرباءِ . .
بعدٌ أنَ امتلاءَ القلبِ بالخوفِ منْ المجهول والحزنِ من الأحباء الذينَ تركونا وقتَ الشدةِ . . .
اتسائلْ بعدَ أنْ وصلتْ لنفسِ السنِ التي كانَ فيها هوَ عندما أدلى بحديثهِ . . اتسألْ هلْ مازالَ فى داخليٍ نفسِ الطفلِ الذي يؤمنُ أنَ قلبهُ قادرٌ على أنْ يسامحَ أخطاءً الآخرينَ . . أمُ أنني أصبحتْ مثلهُ . . . ميتى لا يموتُ...
كمُ تُغيرنا الأيامَ بدونِ أنْ ندرىَ
وأنتَ هلْ غيرتكَ الأيامَ ؟ أمْ أنكَ مازلتُ تحملُ الطفلَ في داخلكَ . .