#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
ليلةَ رأسِ السنةِ شاهدَ اللبنانيونَ مختلفَ القنواتِ التلفزيونيةِ ليعاينوا وهمْ في منازلهمْ، اجواءَ العيدِ في لبنانَ والعالمِ.
ما لفتَ هوالحفلُ المباشرُ لبعضِ المحطاتِ لحفلٍ فنيٍّ ضخمٍ جرى في الرياض، وهو للمرَّةِ الاولى ينقلُ مباشرةً، ويكونُ بهذهِ الدِّقَةِ والاحترافيةِ.
ما لفتَ هو المشاركةُ السعوديةُ الشبابيةُ في الجمهورِ، لكنَ الأبرزَ هو حجمُ المشاركةِ الفنيةِ اللبنانيةِ والمطعَّمةِ عربياً للفنانينَ الذينَ نادراً ما يجتمعونَ في حفلٍ في لبنانَ،
لكنهمْ وتحتَ رهبةِ الحفلِ والدعوةِ السعوديةِ ذهبوا عدداً باكثرَ من ثلاثةَ عشرَ فناناً وفنانةً من الدرجةِ الاولى لاحياءِ الحفلِ...
لسنا هنا لا للترويجِ ولا للشكرِ، لكننا نتحدَّثُ عن بدءِ إندثارِ الدورِ اللبنانيِّ في كلِّ الامورِ وآخرها الفنيةُ...
وهؤلاءُ الذينَ اعطاهمْ البلدُ على مدى سنواتٍ وملأوا الشاشاتِ وانطلقوا من صحافةِ لبنان خاصةً مجلة "الشبكة" الفنية الرائدة للعالم، تركوا البلادَ في اكثرِ الليالي التي كانَ يُفترضُ ان يشاركوا اللبنانيينَ فيها، ليكونوا في المملكةِ الصديقةِ.
***
ثمَّةَ مَنْ سيقولُ أينَ سيغني هؤلاءُ ونصفُ فنادقِ لبنانَ مدمَّرةٌ، والمطاعمُ تعجُّ بالزبائنِ الذينَ بالكادِ يتمكنونَ من دفعِ فاتورةِ الطعامِ، فكيفَ إذا كانتْ هناكَ حفلاتٌ فنيةٌ؟ ومَنْ سيدفعُ لهؤلاءِ الفنانينَ مبالغَ طائلةً بالفريش دولار؟
عظيمٌ... لسنا هنا لندخلَ في حساباتٍ ماليةٍ مع الفنانينَ، ولكنْ منْ سيبقى في البلادِ؟
وكيفَ يمكنُ للبنانيينَ ان يحتفلوا على الهواءِ برأسِ السنةِ الجديدةِ قبلَ ساعةٍ من حلولها في لبنان؟
ما جرى يَطرحُ بقوةٍ سؤالاً كبيراً ماذا بقيَ من النموذجِ اللبنانيِّ؟
***
تفقدُ بيروتُ ميزاتها التفاضليةَ،
على صعيدِ الاصداراتِ والاحداثِ الثقافيةِ، حيثُ تندثرُ شيئاً فشيئاً دورُ النشرِ، وبالكادِ تتصدَّرُ مبيعاتُ معارضِ الكتبِ اصداراتِ الطبخِ والموضةِ.
تفقدُ بيروتُ دورها
على صعيدِ الخدماتِ والشركاتِ الاستثماريةِ والماليةِ التي اتخذتْ يوماً ما من وسطِ بيروت مكاتبَ اساسيةً ومقرَّاتٍ لها في المنطقةِ، فإذا بها تَهربُ لتتحوَّلَ ساحةُ الشهداءِ ووسطُ بيروتَ الى مدينةِ اشباحٍ من دونِ ضوءٍ.
تفقدُ بيروتُ دورها على صعيدِ المصارفِ والخدماتِ الماليةِ
مع تحوُّلِ البنوكِ الى ما يُشبهُ الحاناتِ او الصناديقَ،
التي تَسحبُ منها الاموالُ تبعاً لتعاميمَ خنفشاريةٍ وهمايونيةٍ.
وبالانتقالِ الى الدورِ الصحيِّ والاستشفائيِّ والسياحةِ الطبيةِ، ماذا بقيَ بعدَ هجرةِ الاطباءِ والادمغةِ وفقدانِ الادويةِ والتجهيزاتِ،
وغيابِ الحوافزِ لاستثماراتٍ جديدةٍ وتجهيزاتٍ حديثةٍ في القطاعِ؟
اما التربيةُ فحدِّثْ ولا حرجَ..
أينَ العربُ يأتونَ الى الجامعاتِ في لبنانَ لتلقي العلمَ والدراسةَ،
في صروحٍ تعليميةٍ كانتْ مصدراً للتياراتِ الفكريةِ في العالمِ العربيِّ.
***
هلْ أَزيدُ على قلوبكمْ وقلبي بعدُ في الايامِ الاولى من العامِ 2023؟
لن ازيدَ... ختمتُ العامَ بتمنياتٍ بعامٍ سعيدٍ ومباركٍ..
لم يعدْ لدينا غيرُ التمنياتِ والصلواتِ والدعاءاتِ وحتى الاعاجيبِ في بلدٍ حوَّلهُ حُكَّامهُ الى جحيمٍ بعدةِ اجنحةٍ..!