#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
لم يعدْ يهتمُّ اللبنانيونَ باخبارِ مجلسِ وزراءِ تصريفِ الاعمالِ:
إذا اجتمعَ او لم يجتمعْ، وإذا أقرَّ بنوداً او لم يُقرّْ..
لقد تخطَّتْ التطوُّراتُ الاخيرةُ حدودَ المعقولِ والمقبولِ وصارتْ اهتماماتُ الناسِ في مكانٍ آخرَ..
ماذا بعدُ؟ ومتى؟ وكيفَ وأينَ؟
هذهِ هي الاسئلةُ العميقةُ المطروحةُ اليومَ.
وحتى زيارةُ الموفدِ الفرنسيِّ جان إيف لودريان إلى بيروتَ والتي كنَّا اوَّلَ منْ كتبَ عنها قبلَ اسبوعينِ، تأتي في توقيتٍ غريبٍ ولا علاقةَ لهُ بالإنهياراتِ الامنيةِ والعسكريةِ في البلادِ وبالوضعِ المستجدِّ للبنيةِ التحتيَّةِ لحزبِ اللهِ، وبحالةِ الانتظارِ التي تحكمُ الساحةَ اللبنانيةَ.
فصحيحٌ أنَّ هناكَ كلاماً عنْ بصيصِ املٍ قد يكونُ ناتجاً عنْ المحادثاتِ السعوديةِ – الفرنسيةِ، فيما يتعلَّقُ بالجانبِ الرئاسيِّ..
ولكنْ كيفَ يُترجَمُ هذا الامرُ في الداخلِ ومع منْ؟ مع أطرافٍ "ناطرة بعضها على الكوع" كما يُقالُ؟
او مع أطرافٍ تراهنُ على الخرابِ أكثرَ بعدُ،
او مع أطرافٍ تريدُ الانتصارَ وتريدُ أنْ تستثمرَ نتائجهُ او مع أطرافٍ تنتظرُ الهزائمَ حتى تبني عليها.
***
جمهورٌ للأسفِ بكاملهِ مقسومٌ وربَّما الحديثُ عنْ التضامنِ الواسعِ وعنْ التبرُّعاتِ بالدَّمِ كانَ مبالغاً ولا يزالُ مبالغاً فيهِ.
سنعيشُ على وقعِ التطوُّراتِ الداميةِ على الحدودِ، وعلى وقعِ إستمرارِ البحثِ في الأنقاضِ عنْ المفقودينَ.
همروجةُ جان إيف لودريان:
بِمنْ التقى ومَنْ زارَ وماذا صرَّحَ وماذا طرحَ فيما لا شيءَ جدِّياً،
إلاَّ حديثُ الحربِ والاسئلةُ المطروحةُ حولَ الأثمانِ التي تُدفعُ على الطاولةِ والقرابينِ المقدَّمةِ ومَنْ يستسلمُ لِمنْ اوَّلاً،
امَّا العامُ الدراسيُّ الذي بدأ بالأمسِ فعلياً، فبدأ متعثِّراً مع إقفالِ الجامعاتِ فيما مدارسُ الجنوبِ تترنَّحُ إقفالاً وفتحاً،
وينتظرُ إذا استمرَّ الأستنزافُ أنْ يكونَ العامُ الدراسيُّ على شاكلةِ العامِ الماضي..
فأيُّ تعليمٍ وايُّ مستوى؟