#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
هلْ فهمَ احدٌ مسارَ الهستيريا الذي رافقَ تعاميمَ مصرفِ لبنانَ من رفعِ الصيرفةِ الى اعتمادِ بعضِ المصارفِ، الى جنونِ الفوضى في اسعارِ المحروقاتِ والاتصالاتِ، وطبعاً الكهرباءِ كما كتبنا بالامسِ ...
وهلْ يمكنُ لاحدٍ ان يتكهَّنَ بمسارِ الامورِ وكيفَ ستنتهي وسطَ غيابٍ تامٍ للسلطةِ التنفيذيةِ، واستمرارِ حاكمِ المركزيِّ بإدارةِ البلدِ وحيداً من دونِ منازعٍ،
ومَنْ دونِ نقاشٍ ومَنْ دونِ تفسيراتٍ لما يجري.
نحنُ هنا لا نناقشُ المساراتِ القضائيةَ للحاكمِ وما قد يستجدُ مع دخولِ عناصرَ دوليةٍ في هذهِ التحقيقاتِ، ولكننا نتحدَّثُ بشكلٍ موضوعيٍّ عن إمساكِ البلدِ من قبلِ فردٍ من دونِ ان تُعرفَ طبيعةُ الامورِ والاجراءاتِ التي يجريها وينفذها،
ولا الاهدافُ منها ولا تداعياتها في المرحلةِ المقبلةِ،
على الناسِ والمؤسساتِ والاقتصادِ والعملةِ ومصيرِ المصارفِ كما الصرَّافينَ وغيرهم.
**
تماماً كما نعيشُ "بِدَعَ الامنِ الذاتيِّ"، نعيشُ بِدَعَ الامنِ النقديِّ الذاتيِّ او "النقدِ الذاتيِّ"، حيثُ حارة "كل مين ايدو إلو"،
ولا يُفهمُ مركزُ القرارِ النقديِّ مَنْ أينَ يبدأُ وبِمنْ يمرُّ وكيفَ ينتهي..
البلدُ الفالتُ يُعلِّمُ الناسَ الحرامَ تماماً كالبيتِ السائبِ الذي يعلِّمُ الناسَ الحرام.
وتُسهِّلُ الفوضى فيهِ ودخولَ السارقينَ والمجرمينَ والسفاحينَ والتجَّارِ والفجَّارِ.
هذهِ هي حالنا في ختامِ عامٍ،
في بلدٍ فالتٍ لا رأسَ فيهِ ولا اقفالَ ابوابٍ، وشبابيكَ مشرَّعةً على المهربينَ والفجَّارِ والطفَّارِ والكفَّارِ ولصوصِ الهيكلِ.
وهكذا يرقصُ الطغاةُ ما دامَ اصحابُ المنزلِ "بالدفِ مُولعينَ" كما يقولُ المثلُ،
رقصٌ على جثثِ الناسِ الذينَ يدفعونَ اثمانَ سياساتِ الفوضى والفلتانِ...
في بلدٍ لا رأسَ فيهِ ولا سلطةَ تنفيذيةً فاعلةً، ومجلسٌ نيابيٌّ لا يشرِّعُ، وقضاءٌ معتكفٌ، وموظفينَ بالسخرةِ، وقوى امنيةٌ جائعةٌ ومنكسرةٌ، لا تنتظروا شيئاً سوى "السلبطةِ والتشبيحِ على الناسِ".
وما يجري على صعيدِ النقدِ ولعبةِ القفزِ فوقَ الهاويةِ، والصيدِ في الهواءِ سوى اكبرِ دليلٍ على "سلطةِ التشبيحِ" التي نعيشها...!