#الثائر
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة ، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، تخللها جناز لراحة نفس جبران تويني ورفيقيه.
بعد قراءة الإنجيل المقدس، ألقى عودة عظة قال فيها: "يـــدعـــى هـــذا الأحـــد الـــذي يــســبــق عــيــد الــتـجــســد الإلــهــي أحـد الــنــســبـة، لـــذلـــك ســمــعــنـــا فـــي الــمــقــطـــع الإنــجــيــلـــي مــجــمـــوعـــة مـــن الأســمـــاء الــتــي تــشــكـــل نــســـب الـــرب يــســـوع بـــالــجــســـد، قـــد يــتــســـاءل الــبــعـــض عـــن ســبـــب اهــتــمـــام الــكــتـــاب الــمــقـــدس بــنــســـب الـــرب يــســـوع، وهــو ابـــن الله الآب، والـحـــاجــة لـــذكــر أســمـــاء الــبــشـــر الـــذيـــن يــتــحـــدر مــنــهـــم جــســـديـــا. تـــاريــخــيـــا، ظــهـــرت جــمـــاعـــة عـــرفـــت بـــاســـم «الــغــنـــوصــيـــة»، أنــكـــرت حــقــيــقـــة الــتـــأنـــس، مـــدعــيـــة أن الــســيـــد ظــهـــر كــخــيـــال أو وهـــم، وذلـــك يــعـــود إلـــى أنــهـــم يــكـــرهـــون الــجــســـد ويــعـــادونـــه نـــاظـــريــن إلــيـــه كــعــنــصـــر ظــلــمـــة. كــبـــار رجـــال الــغــنـــوصــيـــة ظــهـــروا فــي الــقـــرن الــمــيـــلادي الــثـــانـــي، إلا أن جـــذور هـــذه الــجــمـاعــة بـــدأت فـــي وقـــت مــبــكـــر جـــدا. لــهـــذا، ذكـــر الأنــســـاب هـــو تـــأكــيـــد لــحــقــيــقـــة الــتــجــســـد الإلــهـــي، وأن ذاك الـــذي هـــو فـــوق الأنــســـاب قـــد صـــار ذا نــســـب حــســـب الــجــســـد. يــقـــول الــنــبـــي إشــعــيـــاء: «مـــن يــعـــرف جــيــلـــه؟» (53: 8)، مـا فــســـره أحـــد مــعــلــمـــي الــكــنــيــســـة الأقـــدمــيـــن فـي مــعــرض رده عــلــى الــغــنـــوصــيــيـــن قـــائـــلا: «الـــذي كـــان قــبـــل الـــدهـــور مــســـاويـــا فـــي الأزلــيـــة لـــلآب ذاتـــه، هـــو نــفــســـه الـــذي حــســـب فـــي الأنــســـاب حــســـب الــجــســـد، لأنـــه إذ هـــو إلـــه فـــي الــحــقــيــقـــة، صـــار هـــو ذاتـــه فـــي آخـــر الأزمــنـــة إنــســـانـــا مـــن دون تــغــيــيـــر، وقـــد أظــهـــره مــتـــى مــشــتـــركـــا فـــي طــبــيــعــتــنـــا حــتـــى لا يــقـــول أحـــد إنـــه ظــهـــر كــخــيـــال أو وهـــم».
أضاف: " إذا، الــنـــص الـــذي نــســمــعـــه الــيـــوم مـــن إنــجــيـــل مــتـــى هـــو تـــأكــيـــد عــلــى أن الـــرب يــســـوع إلـــه تـــام، مـــولـــود مـــن مـــريـــم الــعـــذراء بــحــلـــول الـــروح الــقـــدس عــلــيــهـــا، وفـــي الـــوقـــت عــيــنـــه، هـــو إنــســان تـــام، يــنــتــمـــي إلـــى ســـلالـــة بــشـــريـــة مــعـــروفـــة لا يــمــكـــن الــتــشــكــيـــك بــهـــا.
فـــي مــخـــاطــبــتـــه الــيــهـــود عــبـــر إنــجــيــلـــه، اســتــهـــل الإنــجــيــلـــي مــتـــى حـــديــثـــه بــســلــســلـــة الــنــســـب، لأن نــســـب الــشــخـــص، فـــي الــفــكـــر الــيــهـــودي، يــحـــدد انــتــمـــاءه إلـــى شــعـــب الله. أرجـع مــتـــى نــســـب الـــرب الــبــشـــري إلـــى إبـــراهــيـــم أبـــي الآبـــاء، الـــذي يــعــتــبـــره الــيــهـــود أبـــاهـــم، كـمـا بــيـــن لــقـــرائـــه أن يــســـوع الــمــســيــح يـــأتـــي مـــن نــســل داود الــمــلـــك، مــحــقــقـــا فـــي ذاتـــه نــبـــوءات الــعــهـــد الــقـــديـــم. أمـــا الأشــخـــاص الــســتـــة والأربــعـــون الــمـــذكـــورون مـــن ســـائـــر الأجــيـــال، فــقـــد تــبـــايــنـــوا فـــي حـــالاتــهـــم الإجــتــمـــاعــيـــة والـــروحــيـــة، وكـــانـــوا إمـــا مـــن أصــحـــاب الإيــمـــان الــعــظــيـــم كـــإبـــراهــيـــم وإســحـــق وراعـــوث، أو مـــن ذوي الــســمــعـــة الــســيــئـــة مــثـــل راحـــاب وتـــامـــار. كــثــيـــرون مــنــهـــم كـــانـــوا أنـــاســـا عـــاديــيـــن عــلـــى مــثـــال حــصـــرون وآرام ونــحــشـــون، وبــعــضــهـــم كـــانـــوا أشـــرارا مــثـــل مــنــســـى وأبــيـــا. كـــل هـــذا لــكــي نـــدرك تــمـــام الإدراك أن عــمـــل الله لا تــحـــده ســقــطـــات الــبــشـــر ولا خــطـــايـــاهـــم، وأن الــخـلاص لـم يــكــن لـلأبــرار والــصــالــحـيــن فــقـــط، إنـما أيــضـــا مــن أجــل الــخــطــأة، لــهـــذا نــســمــع الـــرب يــســـوع قـــائـــلا: «لـــم آت لأدعـــو أبـــرارا، بـــل خــطـــأة إلـــى الــتـــوبــة» (لـــو 5: 32)".
وتابع عودة: "مـــا يــلــفــتــنـــا فـــي هـــذا الــنــســـب أن الإنــجــيــلـــي مــتـــى أراد الــتـــأكــيـــد عــلـــى أن يــســـوع هـــو الــمــســيـــا، الــمــلـــك الــمــنــتــظـــر، ولــهـــذا يــفــتــتـــح ســلــســلـــة الأنــســـاب بــقـــولـــه: «كــتـــاب مــيـــلاد يــســـوع الــمــســيـــح ابـــن داود ابـــن إبـــراهــيـــم». لــقـــد تـــرك مــتـــى كـــل الأســمـــاء لــيـــذكـــر داود وإبـــراهــيـــم، لأن الله وعـــدهــمـــا وحـــدهــمـــا صـــراحـــة بـــالــمــســيـــح، إذ قـــال لإبـــراهــيـــم: «ويــتــبـــارك بــنــســلـــك جــمــيـــع أمـــم الأرض» (تـــك 22: 18)، ولـــداود: «مـــن ثــمـــرة بـطــنـك أجــعـــل عــلى كــرســيــك» (مــز 132: 11). ركـــز عــلــى داود الــمــلـــك وإبـــراهــيـــم أبـــي الآبـــاء لــيــعــلـــن أن الــمــســيــح هــو الــمــلـــك الــمـــوعـــود بـــه، ابـــن داود. هـــو الــمــلـــك الــمــتــخـــفــي وراء طــبــيــعــتــنــا الــبــشـــريــة، والــمــتــخــلــي عـــن كــمـــال مــجـــده وبــهـــائـــه، لــكــي يــعــطـــي لــلــشــيــطـــان فـــرصـــة الـــدخـــول مــعـــه فـــي مــعـــركـــة، كــمــا يــفــعــل مـــع ســـائـــر الــبــشـــر، فــيــغــلــبـــه الــســيـــد ويــخــلــصــنـــا مـــن تــســلــطـــه. مـــن جــهـــة ثـــانــيـــة، بــعـــدمـــا كـــان الــيــهـــود يــظــنـــون أنــهـــم إن رأوا وجـــه الـــرب يــمـــوتـــون، يــهــبــنـــا الـــرب فـــرصـــة لــقــبـــولــنـــا إيـــاه، فـــلا نــهـــاب بــهـــاءه ونــهـــرب مـــن جـــلال عــظــمــتـــه، بـــل نــقــبـــل لــقـــاءه والاتــحـــاد بـــه والــثــبـــات فــيـــه. يــقـــول الــقـــديـــس يـــوحــنـــا الـــذهــبـــي الــفـــم: «لا يــظــهـــر الــمــلـــك دومـــا بــمــظــهـــره الــخــاص، إنــمـــا يــلــقـــي الأرجـــوان جـــانــبـــا ومــعـــه الــتـــاج، مــتــنــكـــرا فـــي زي جــنـــدي عـــادي حــتـــى لا يـــركـــز الــعـــدو هــجــمـــاتـــه عــلــيـــه، أمـــا هــنـــا فــحـــدث الــعــكـــس، إذ قـــد فــعـــل الـــرب ذلـــك حــتـــى لا يــعـــرفـــه الــعـــدو ولا يــهـــرب مـــن الـــدخـــول مــعـــه فـــي مــعـــركـــة، ولــكـــي لا يـــرتــبـــك شــعــبـــه أمـــام بــهـــائـــه، إذ جـــاء لــيــخــلـــص لا لــيـــرعـــب».
واعتبر ان "الــمـــؤمـــن الــحــقــيــقـــي يــفــعـــل كــمـــا فــعـــل الـــرب، فـــلا يــخـــاف مـــن ضـــربـــات الــشـــريـــر، بـــل يــكـــون مــســتــعـــدا لــتــلــقــيــهـــا بــعـــزم وثــبــات. هـــذا مـــا فــعــلـــه حــبــيــبــنـــا جــبـــران، الـــذي رأى بــلـــده يــعـــانــي، فــمــا طــاق الــبــقـــاء بـعـيـدا عـنـه، بـل عـــاد لــيـــواجـــه الــشـــر بــكــلــمـــة الــحـــق، ولــيــكـــون إلـــى جــانـــب أبــنـــاء شــعـبـــه الــمــحــتـــاجــيــن صـــوتــا يــصـــدح بـــالــحــقــيــقـــة ولا يـتـغـاضـى عـن ظــلــم. حـــاول الــشـــر خــنـــق صـــوت جــبـــران فـــي 12 كـــانــون الأول 2005، إلا أن صـــوت الــحـــق لا يــقـــوض ولا يــكــم، ويــصــبـــح أقـــوى بــعـــد الــمـــوت. ســبـــع عــشـــرة ســنـــة مـــرت عــلـــى اغــتــيـــال الــحــبــيـــب جــبـــران، ومـا زال صـــوتـــه مــدويـا، مـــذكـــرا الــلــبــنـــانــيــيـــن بـــأن يــبــقــوا مــوحـديــن، دفـاعــا عــن لــبـنـان الــعــظــيــم".
وقال: "فـــي هـــذا الــعـــام، الـــذي مـــرت فــيـــه ذكـــرى اســتــقـــلال لــبــنـــان بــصــمـــت وحـــزن وفـــراغ، نــســتـــذكـــر قـــول جــبـــران: (الــمــحـــافــظـــة عــلـــى الاســتــقـــلال تــكـــون بــتــعـــزيـــز إيــمـــانــنـــا بـــه وبـــوحــدتــنــا، وحـــدة لــبــنــان مــكــرســـة، وحـــدهـــا الـــوصـــايـــة الــخـــارجــيـــة تــهـــددهـــا) (2005). نـــادى جــبـــران مــنـــذ شــبـــابـــه بــنــبـــذ الأنـــانــيــات والــمــصـــالـــح قــائــلا: (صــمـــدنـــا مــعـــا لــيــحــيـــا لــبــنـــان، فـــإيـــانـــا وإيـــاكـــم أن نــخـــون حــلــمــنـــا وأن يــســقـــط وطــنــنـــا فـــداء أنـــانــيـــات وأســبـــاب عــبــثــيـــة) (1989). لــكـــن الــشــعـــب كـان ومـا زال أســيـــر طــغــمـــة ســيـــاســيـــة تــحــكـمـــه وتــتــحــكـــم بــمــصــيـره، واضــعــة مــصــالــحــهــا فـــوق مــصــلــحـــة الـــوطـــن، مـــا دفـــع جــبــران إلــى الــقـول: (مـــا يـــريـــده الــشــعـــب هـــو إلــغــاء هـــؤلاء الــســيـــاســيــيـــن الـــذيـــن يــومــيـــا يــبــيــعـــون الـــوطـــن مـــن الــخـــارج، فــي حــيــن يــبــيــعـــون الـــداخــل مـــواقــف كــاذبــة، إلــى مــتـــى ســنــظـــل نــقــبـــل بـــأن يــحــكــمــنـــا الــفــاشــلـــون الــمــفـــروضـــون عــلــيــنـــا بـــالــقـــوة لــتــشـــويـــه ســمــعــة لــبــنـان والإجــهـــاز عــلــيــه؟) (1986). مـــاذا كـــان جــبـــران لــيــقـــول فـــي هـــذه الأيـــام الــقـــاتــمـــة الــتـــي تــمـــر عــلـــى لــبــنــان والــلــبــنـــانــيــيـــن، بــســبـــب أشــخـــاص يــعــمــلــون مــن أجــل مــنــافــعــهــم ومــراكــزهــم، تــقــودهــم أنــانــيــاتــهــم، ولا يـــرون فـــي بــلـــدهــم ســـوى قـــالـــب حــلـــوى يــتــقــاســمــونــه بـــدلا مـــن الاحــتــفـــال بـــه مـــع أبــنـــاء الــشــعـــب".
وأردف: " بــعـــد ســنـوات عــلــى اغــتــيــال جــبــران، وقــبــلـــه وبــعــده أعــداد مــن الأبـطـال الـــذيــن نــادوا بـقــيـام دولــة الــقــانــون والــعــدالـة، دولـة الـحـــريــة والأحــرار، دولــة حــديــثــة يـكـون فــيـهـا الــحـكـام خـدامـا امـنـاء لـوطـن يعــيـش فـيـه جـمـيــع أبــنــائــه فــي كــنــف دولــة ديــمــقــراطــيـة تــرعــى جــمــيــع مــواطـنــيــهــا بــالــحــق والــمــســاواة والــعــدالــة، وتـحـمـيـهـم مـن كـل اعـتـداء، نــتــســاءل هــل هــدرت دمــاؤهــم عــبــثــا ونــحــن نــتــراجــع يــومــا بــعــد يــوم، ودولــتــنــا تــتــفــكــك ودســتــورهــا يــداس وسـيـادتـهـا مــنـتــقــصـة وهــيــبــتــهــا تـــزول؟".
وقال: "لــقــد قــتــلــوا جــبــران لأنــه حــر، مــســتــقــل، نــزيــه، جــريء فــي قــول الــحــقــيــقــة، ثـــائــر عــلــى الــفــســاد والــكــذب والــظــلــم والإستـتـبـاع، رافــض لــلإنــحــطــاط الــســيــاســي والــتــفــلــت الأمــنــي والإهــتــراء الإداري والإرتــهــان لــلــخــارج عــلــى حــســاب لــبــنــان. والـمـــؤســف أن مــا كــان يــشــكــو مــنــه جــبــران قــد تــضــاعــف، ولــيــس أحــد بــريــئــا مــن دم هــذا الــلـبــنــان لأن الــجــمـيــع ســاهــمــوا فــي طــعــنــه وجــلــده والــتــنــكــيــل بــه، وآخــر بــدعــهــم تــعــطــيــل انــتــخــاب رئــيــس لــلــجــمـهــوريــة، واعــتــمــاد أســالــيــب لا تــمــت إلــى الــدســتــور بــصــلــة. صــحــيــح أن مــتــاريــس الــحــرب أزيــلــت لــكــن أخــلاقــيــات الــحــرب مــا زالــت مــســتــمــرة، وألاعــيــب الــســيــاســيــيــن بــاتــت مــكـشــوفــة، وخــطــايــاهــم الــكــثــيــرة قــد أوصــلــتــنـا إلــى مــا نــحــن فــيـه".
وسأل: "هــل نــســتـسـلــم أمـام مــن يــنــحــرنــا؟ هــل نــتــرك الــيــأس يــغــزو نــفــوســنــا؟ أم نــشــهــر ســيــف الــمــطــالــبــة بــإصــلاحــات جــذريــة تــضــع حــدا لــكــل فــســاد وتــهــاون وإســاءة لــلــبــلــد وأبــنــائــه، وتــقــتــص مــن كــل مــعــتــد عــلــى الــدســتــور وعــلـى الــقــوانــيــن وعــلـى الــمـواطــنـيــن وحــقــوقــهــم، وتـعـاقـب كـل مـن يـتـطـاول عـلـى سـيـادة الـدولـة وأمــنـهـا؟"، مضيفا "نـكـرم ذكـرى جـبـران بـالـصـمـود، بـرفــض الـحـقـد والـقـهـر والـخـنـوع ، ومـحـاسـبـة النــواب عـلى مـمـارسـاتـهـم الـعـقـيـمـة والـمـذلـة لـمـنـتـخـبـيـهـم، ونـكـرر مـا قـلـنـاه مــرارا: نــحــن بــحــاجــة إلــى مــســؤولــيــن، وعــلــى رأســهــم رئــيــس لــلــبــلاد، ذوي ضــمــيــر حــي، يـدركـون عـظـم مسـؤولـيـتـهـم ويــحــمــلــون خــطــة إنــقــاذيــة إصــلاحــيــة واضــحــة تــبــاشــر فــي إعــادة بــنــاء الــوطــن الــذي اســتــشــهــد جــبــران وجــمــيــع الأحــرار مــن أجــلــه".
وختم عودة: "لـنـرفـع الـدعـاء مـعـا مـن أجـل راحـــة نــفـــوس جــبـــران ورفــيــقــيـــه أنـــدريـــه ونــقـــولا، كــمـــا لـــراحـــة نــفـــوس جــمــيـــع مـــن ســقــطـــوا دفـــاعـــا عـــن لــبــنـــان الــعــظــيـــم، بـــإرادتــهـــم، أو غــصــبـــا عــنــهـــم، مــثــلــمـــا حـــدث فـــي 4 آب 2020، عــنـــدمـــا نـحـروا جـزءا مـن بـيـروت وقـضـى الــمــئـــات مـن أبـنـائـهـا فـيـمـا كـانـوا هـــانــئـيـن فـــي أمـاكــنـهــم. صـــلاتــنـــا ألا تـــذهـــب هــبـــاء لا دمـــاؤهــم، ولا جــهـــادات كـــل الــلــبــنـــانــيــيـــن الـــذيـــن يـــذلـــون يـــومــيـــا، صـــائـــريـــن شــهـــداء وهــم أحــيـــاء يـنـاضـلـون مـن أجـل حـيـاة كـريــمــة. دعــاؤنـــا أن يــحــفـــظ الــطــفـــل الإلــهـــي، الـمـولـود مـــن نــســـل بــشـــري، جــمــيـــع أبــنـــاء هـــذا الــبــلـــد الــحــبــيـــب، وأن يــوقـظ مـــا تــبــقـــى مـــن ضــمــيـــر لـــدى الــمــســـؤولــيـــن، حــتـــى يــنــهــضـــوا الـــوطـــن والــمــواطـــن مـــن هـــوة الــيـــأس، آمــيـــن".