#الثائر
-" الهام سعيد فريحة "
تبدو الجلسةُ الحواريةُ التي دعا اليها الرئيس نبيه بري الخميس وكأنها تلفظُ انفاسها مع غيابِ الحماسِ المسيحيِّ لها، ومع عدمِ اعتمادِ آليةٍ واضحةٍ لها،
لتعودَ جلسةُ انتخابِ الرئيسِ، وهي العاشرةُ الى الواجهةِ من دونِ تسجيلِ أيِّ خرقٍ واضحٍ،
باستثناءِ احتمالِ قيامِ التيارِ الوطنيِ الحرٍّ بالخروجِ عن قاعدةِ الاوراقِ البيضاءَ، وهذا احتمالٌ ضعيفٌ،
كونُ سقفِ جبران باسيل في المواجهةِ لنْ يذهبَ، أقلَّهُ الانَ، الى حدِّ الخروجِ من إجماعِ الفريقِ الذي ينتمي اليهِ، بتسميتهِ مرشحاً لمْ ينسِّقْهُ مع حزبِ الله .
وعليهِ يحافظُ هذا الاسبوعُ على رتابتهِ.
***
على صعيدِ عملِ ما تبقَّى من مؤسساتٍ فيما الفلتانُ إينما كانَ،
والأنكى ان موقعَ "النجيبِ" الاخباريِّ ينقلُ اخبارَ الفلتانِ في طرابلس،
وعلى صعيدِ ادويةِ السرطانِ المزوَّرةِ وصولاً الى نشرهِ تقريراً دولياً يتضَّمنُ ارقاماً صادمةً حولَ الفقرِ في لبنان.
فهلْ نحنُ امامَ نجيبِ "البكاءِ"، او المراسلُ الصحفيُّ الذي ينقلُ لنا ما يجري من دونِ ان يتدخَّلَ.
وهذهِ كانتْ حالُ "النجيبِ" بعدَ لقائهِ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي،
حيثُ بكى "حظَّهُ" العاثرَ حينَ سمَّعَ قارئاً بيتَ شعرٍ إذ قالَ:
"ان حظي كدقيقٍ فوقَ شوكٍ نثروهُ، ثمَ قالَ لحفاةٍ، يومَ ريحٍ، اجمعوهُ".
على مَنْ يبكي النجيبُ ولِمنْ يبكي؟
ومَنْ أجبرهُ اساساً على التنازلِ عن كلِّ شيءٍ ليلتقطَ كرةَ النارِ،
و"الدقيقَ" فوقَ الشوكِ كما قالَ، وهو يعرفُ أنه سيغرزُ في اقدامهِ، وان كرةَ النارِ ستنفجرُ بينَ يديهِ.
هلْ كانَ "النجيبُ" يريدُ ان يحميَ نفسهُ من امرٍ ما حتى قبلَ هذا التحدي؟
***
وغداً ماذا؟ كيفَ نقرِّشُ وأينَ ومتى، لقاءَ ميقاتي بوليِّ العهدِ السعوديِّ محمد بن سلمان؟
ولماذا الحديثُ عن صفحةٍ جديدةٍ في العلاقاتِ بينَ البلدينِ، إذا كانَ لبنانُ لم يقدِّمْ ايَّ شيءٍ للمملكةِ بعد، فلا هو صانَ حدودهُ ولا اوقفَ التدخلَ في شؤونِ اليمنِ والخليجِ، ولا ضبطَ تهريبَ الكبتاغون، ولا اوقفَ الحملاتِ الاعلاميةَ على المملكةِ، ولا نفَّذَ ايَّ شيءٍ على صعيدِ الاصلاحاتِ..
فهلْ العلاقاتُ الطبيعيةُ بينَ البلدينِ تقومُ على تحسينِ الوضعِ الشخصيِّ "للنجيبِ"؟
وهلْ اللقاءُ الذي يريدهُ لإعادةِ اعتمادهِ كرئيسٍ للحكومةِ كافٍ لإعادةِ الحرارةِ للعلاقةِ بينَ البلدينِ؟
يحزُّ في قلبي مشهدُ الخليجيينَ الاحبابِ سعوديينَ وكويتيينَ واماراتيينَ وبحرينيينَ وغيرهم، يسرحونَ ويمرحونَ ويسوحونَ في البلادِ كما في الايامِ الخوالي، في بلدٍ فتحَ لهمْ ابوابهُ وفتحوا لهُ مؤسساتهمْ ووظائفهمْ وشركاتهمْ، أينَ همُ اليومَ؟
وأينَ بيروتُ التي كانوا يقصدونها للسياحةِ والتسوُّقِ في اشهرِ الاعيادِ..
هي "مدينةُ اشباحٍ" لنْ تعودَ إلاَّ إذا عادَ العربُ اليها..
ويبدو أن الوقتَ سيكونُ طويلاً...!