#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
حقَّقَ "النجيبُ" حلمَهُ بالحلولِ مكانَ رئيسِ الجمهوريةِ،
وتمكَّنَ من خرقِ الوزراءِ الذينَ سبقَ ان اصدروا بياناً بالامتناعِ عن المشاركةِ.
الخرقُ تمَّ عبرَ وزيرِ الصناعةِ الذي خاضَ الانتخاباتَ مع التيارِ الوطنيِ الحرِّ،
ويُقالُ ان موقفهُ المتأرجحَ ناتجٌ عن مقايضاتٍ تتمُّ على صعيدِ مقعدِ النائب اغوب بقرادونيان، والطعونِ المقدمةِ امامَ المجلسِ الدستوريِّ من قبلِ المرشحِ جاد غصن...
بلدٌ يُدارُ بالمحاصصاتِ والمقايضاتِ.
ثمَّةَ من قالَ ان رئيسَ التيارِ الوطني الحرِّ يُمسكُ بقرارِ المجلسِ الدستوريِّ في هذا الملفِ، وثمَّةَ من يقولُ ان ميقاتي وبري يُمسكانِ بهذا الملفِ، وعليهِ...بدأ الامرُ مع بوشكيان بطريقةٍ وانتهى بطريقةٍ اخرى.
***
وهكذا وتحتَ عنوانِ تسييرِ شؤونِ الناسِ، تمَّ الضربُ بعرضِ الحائطِ بالدستورِ والصلاحياتِ والرئاساتِ.
وقالَ لنا الثنائيُّ ونجيب ميقاتي إنَ بإمكانِ الدولةِ ان تسيرَ بجناحٍ واحدٍ،
ومنْ دونِ تمثيلٍ مسيحيٍّ حقيقيٍّ،
وكرَّرَ ميقاتي ما قامَ بهِ السنيورة سابقاً، حينَ تابعَ تسييرَ شؤونِ الحكومةِ من دونِ تمثيلٍ شيعيٍّ...
ما حصلَ بالامسِ، واوصلَ الى ضربِ التوازناتِ، يتكرَّرُ اليومَ مع "النجيبِ" الذي لم يلتزمْ بكلامهِ حتى للكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وفي مجلسِ النوابِ تتواصلُ ورشُ التشريعِ على مستوى اللجانِ بانتظارِ تحديدِ جلساتٍ عامةٍ لمجلسِ النوابِ للتصديقِ على القوانينِ حتى من دونِ معرفةِ من سيوقِّعُ على هذهِ القوانين ومَنْ سينشرها.
وهكذا تسيرُ الدولةُ بشكلٍ طبيعيٍّ بدلَ ان يتوقَّفَ كلُّ شيءٍ ليتمَّ انتخابُ رئيسٍ...
***
تبدو الامورُ ماشيةً ويُشاركُ "نجيب ميقاتي" في ضربِ ما تبقَّى من دستورٍ، علماً انهُ كانَ بإمكانهِ اصدارُ مراسيمَ جوَّالةٍ كما كانَ يحصلُ في السابقِ،
لكنَ "النجيبَ" يريدُ ارسالَ رسالةٍ للخارجِ عشيَّةَ سفرهِ الى المملكةِ، انهُ الحاكمُ الفعليُ للبلادِ وان الامورَ لا تمرَّ إلاَّ من خلالهِ.
موقفٌ يستفزُّ الجميعَ، ومن ظنَ ان بإمكانهِ التفرُّجُ بفرحٍ على "الصفعةِ" التي تلقاها جبران باسيل بإنعقادِ الجلسةِ عليهِ ان يُدركَ ان "الصفعةَ" وُجِّهتْ اليومَ للمسيحيينَ خصوصاً، وللبنانيينَ عموماً، عندما نَحَرَ ما تبقَّى من دستورٍ تحتَ مئةِ حجَّةٍ وحجَّةٍ.
***
ثمَّةَ مآسٍ اكبرُ بكثيرٍ، وثمَّةَ إنهياراتٌ اكبرَ بكثيرٍ، لم يفعلْ حيالها "النجيبُ" ايَّ شيءٍ منذُ اكثرَ من سنةٍ، فلماذا اليومَ؟
هلْ نسيَ "فخامةُ النجيبِ" ان الدولارَ قد يصلُ الى الخمسينِ الفِ ليرةٍ لبنانيةٍ في اولِ السنةِ المقبلةِ، وماذا يفعلُ حيالَ ذلكَ؟
ماذا عن الكهرباءِ وماذا سيفعلُ؟
ففي حينِ بدأتْ الجبابةُ منذُ شهرٍ واكثرَ حسبَ التعرفةِ الجديدةِ لم تبدأ التغذيةُ بعدُ، ولا تزالُ المناطقُ تعيشُ على ساعةِ كهرباء..
الى متى علينا ان نُصدِّقكَ "فخامةَ النجيبِ": خُدنا بِحلمِكَ!