#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يقولُ الخبرُ ان رئيسَ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ شكا النوابَ وأبرزهمْ النائب ميشال معوض لدى احدِ السفراءِ الاجانبِ، لأنَ النوابَ لا يَمشونَ بالمشاريعِ الاصلاحيةِ المطلوبةِ من صندوقِ النقدِ الدوليِّ.
الخبرُ الذي نزلَ كالصاعقةِ على النوابِ بعدَ الكلامِ الذي قالهُ ميشال معوض، يَطرحُ سؤالاً كبيراً وجوهرياً حولَ تعاطي "النجيبِ" مع المسائلِ العامةِ على طريقةِ اطفالِ المدرسةِ الذينَ يشكونَ رفاقهمْ لدى الناظرةِ... لنيلِ علاماتٍ احسنَ، ودرجاتِ تميُّزٍ وتمايزٍ اعلى.
هكذا هو "النجيبُ" الذي يفتشُ عن آخرِ موظفٍ في دائرةٍ اجنبيةٍ او في سفارةٍ ليرضيهِ،
ها هو يقدِّمُ دائماً اوراقَ اعتمادهِ لدى الابوابِ العاليةِ لنيلِ الرضى، وليقولَ انهُ يسعى لكنَّهمْ "ما عم بيخلوه"...
وكأنَ ما "خلُّونا" صارتْ عبارةً مٌعديةً في قاموسِ المنظومةِ السياسيةِ اللبنانيةِ.
الجميعُ يذكرُ لدى مناقشةِ التعديلاتِ على السرِّيةِ المصرفيةِ، كيفَ اخبرَ "النجيبُ" بعضَ السفراءِ المعنيينَ بنيَّةِ النوابِ عدمَ مناقشتهِ من جديدٍ لتأتي الاتصالاتُ من بعضِ السفراءِ على النوابِ للنزولِ والتصويتِ بصماً ومن دونِ مناقشةٍ.
***
هلْ عدنا الى زمنِ الوصايةِ؟وهلْ نيَّةُ "النجيبِ" إعادتنا الى الوراءِ؟
وهلْ يريدُ تحويلَ مجلسِ النوابِ والبلدِ بكاملهِ "امرك دولة الرئيس"..
لو يقومُ "النجيبُ" بشغلهِ كما يجبُ، هلْ كنا لنصلَ الى ما وصلنا إليهِ؟ عيِّناتٌ من الكوارثِ تؤشِّرُ الى عقمٍ وعدمِ جدِّيةِ ما فعلتهُ هذهِ الحكومةُ وحتى اليومَ في زمنِ تصريفِ الاعمالِ..
لماذا الاستعجالُ لعقدِ جلسةٍ لمجلسِ الوزراءِ طالما ان لا شيءَ سيمرُّ.
وهلْ اساساً سيُسمحُ لهُ بعقدِ جلسةٍ لمجلسِ الوزراءِ قيلَ أنها لصرفِ مستحقاتِ المستشفياتِ التي تهدِّدُ بالاقفالِ بعدَ اسبوعٍ.
سكانُ بيروتَ يشربونَ مياهاً ملوَّثةً احدُ المختبراتِ اجرى دراسةً حولَ الموادِ الملوَّثةِ بالكوليرا وغيرها من الباكتيريا وجاءتْ نتائجها كوارثيةً.
اسعارُ الصرفِ المتعدِّدةُ تهدِّدُ بإنفجارٍ اجتماعيٍّ مقلقٍ...
دولةٌ تذهبُ الى شطبِ 70 مليارَ دولارٍ من الودائعِ من دونِ ان ترفَّ لها عينٌ..
هذهِ عيِّناتٌ من خفَّةِ حكومةِ تصريفِ الاعمالِ... لماذا الجلسةُ اذاً؟
ولماذا تشريعُ الضرورةِ اساساً، ولماذا جلساتُ انتخابِ رئيسٍ طالما ان رئيسَ الحكومةِ يُدخِلُ السفراءَ في اللعبةِ الداخليةِ... هلْ هناكَ تقهقرٌ اكثرُ مِما وصلنا إليهِ؟
***
الجميلُ وسطَ كلِّ ذلكَ ان "النجيبَ" يبدو مرتاحاً للفراغِ،
ولو لم يكنْ هناكَ فراغٌ لما تلقى دعوةً رسميةً من المملكةِ العربيةِ السعوديةِ للمشاركةِ في القمةِ السعوديةِ – الصينيةِ في التاسعِ من كانونِ الاول الجاري.
زمنٌ غريبٌ عجيبٌ على قياسِ "النجيبِ" المبسوطِ بالفراغِ حتى اشعارٍ آخرَ، كي يستعيدَ ولو بالقوةِ علاقتهُ المعطَّلةِ بالمملكةِ!