#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
صورةُ رياض سلامة حاكمِ المركزيِّ الموزَّعةُ على وسائلِ الاعلامِ وهو محاطٌ بسبائكِ الذهبِ بعد تعدادِها، تبدو للوهلةِ الاولى قادمةً من غيرِ كوكبٍ.
في بلدٍ مفلسٍ ومنهارٍ، وشعبهُ تحتَ خطِّ الفقرِ، يخرجُ حاكمُ البنكِ المركزيِّ الى الاعلامِ،
وهو نفسهُ الذي طمأننا قبلَ سنواتٍ انَ الليرةَ بألفِ خيرٍ، يخرجُ ليطمئننا على عددِ سبائكِ الذهبِ وعلى سلامتهِ..
لماذا تصويرُ الذهبِ فيما نحنُ لا نريدُ ان نستثمرهُ او نبيعهُ او نشغِّلهُ او نؤجِّرهُ؟
ومتى اساساً يتمُّ اللجوءُ إليهِ؟
هلْ بعدَ خرابِ "البصرةِ"، او بعدَ إستنفادِ احتياطيِّ البنكِ المركزيِّ؟
ثمَّةَ مَنْ سينتقدنا لهذا الطرحِ الجريءِ بالقولِ ان الذهبَ امانةٌ للاجيالِ الطالعةِ تماماً كاحوالِ الصندوقِ السياديِّ للاموالِ التي ستأتي من عائداتِ الغازِ بعدَ سنواتٍ؟
***
عظيمٌ، ولكنْ ماذا عن اجيالِ اليومِ الهاربةِ من جحيمِ الحاضرِ بحراً، لتغرقَ في المياهِ الاقليميةِ، او المهاجرةِ عبرَ المطاراتِ الى مجهولٍ اكبرَ، او القابعةِ في الجحيمِ اللبنانيِّ من دونِ عملٍ ومالٍ وخبزٍ ودواءٍ...
***
لماذا لا يُفتحُ النقاشُ حولَ جدوى الابقاءِ على الذهبِ من دونِ استثمارٍ...؟
هلْ هذهِ الامورُ من المحرَّماتِ لبلدٍ سقطَ في كلِّ انواعِ الوحولِ، وتجاوزتْ الطبقةُ السياسيةُ والماليةُ والنقديةُ فيهِ كلَّ المحظوراتِ.
نذهبُ الى صندوقِ النقدِ الدوليِّ الذي اكدَ "النجيبُ" بالامسِ ان لا مخرجَ إلاَّ من خلالهِ للحصولِ على ثلاثةِ ملياراتِ دولارٍ مقسَّطةٍ على ثلاثِ سنواتٍ،
فيما لو كانتْ لدينا ادارةٌ شفافةٌ، ويجبُ علينا خلقَها، لتشغيلِ الذهبِ لدينا...
ماذا لو ان جميعَ حاملي سنداتِ اليوروبوندز في الخارجِ اقاموا دعاوى على الدولةِ اللبنانيةِ ووضعوا حجوزاتٍ على الذهبِ،
الذي لدينا هنا وفي الخارجِ؟
ماذا نفعلُ وكيفَ نواجهُ منظومةً دوليةً قد تأخذُ، نتيجةَ غباءِ حكومةِ حسان دياب بالتوقفِ عن الدفعِ، ما تبقى لدينا من "ذخيرةٍ" للاجيالِ الطالعةِ!