مقالات وأراء

تاكيشي أوكوبو لك من لبنان كل الحب والاحترام

2022 تشرين الثاني 24
مقالات وأراء

#الثائر

- " اكرم كمال سريوي "

سفير راقٍ لبلد عظيم اسمه اليابان، خدم في لبنان، وحتى يومه الأخير لم يكلّ ولم يتوانَ عن العمل، وكان يمدّ يد العون للبنان واللبنانيين، فقدّم في يوم عمله الأخير هبة باسم الحكومة اليابانية، إلى مستشفى أهدن الحكومي، وهي عبارة عن معدات طبية حديثة، يحتاجها المستشفى.

ليس غريباً على دبلوماسي عريق كالسفير أوكوبو، أن يكون لطيفاً، ويفتح قنوات التواصل مع مكونات الشعب اللبناني، وأن يجمع حوله الأصحاب والأصدقاء.

لكن هناك جانب آخر في شخصية السفير الياباني أوكوبو، يجب أن يعرفه كل لبناني.

فهو كتب أمس على حسابه على تويتر: الاضواء في مدينه بيروت كما تبدو من حديقه منزلي. اعلم ان معظم هذه الاضاءة مصدرها المولدات الكهربائية ، لكن بيروت ما زالت متلالئة اكثر مما اتوقع. حمى الله بيروت! وأرفق التغريدة بصورة لبيروت، التي هي بالكاد تستنير دروبها وشوارعها، وشبه غارقة في العتمة.

فبيروت في ثوبها الأسود المرصّع ببعض فسحات النور والأمل، يراها أوكوبو جميلة تتلألأ، ويثق بأنها ستنهض من تحت الرماد، وستعود سويسرا الشرق، لتشغل مكانها الذي لا يمكن أن تشغله مدينة متوسطية أُخرى، فبيروت هذه، عمرها من عمر الزمن، ولن تسقط مهما فعل بها الجاهلون.

وليس بيروت فقط!! فهو غرّد سابقاً عن مدينة طرابلس قائلاً: "تتميّز طرابلس بأوجه جمالية عدّة تتخطى حدود المرفأ. يذكّرني سحر المدينة في كل مرّة بإمكانياتها الهائلة التي لا بد من تطويرها  في العديد من المجالات بما في ذلك السياحة والصناعة والتجارة".

عندما وصل السفير أوكوبو إلى بيروت عام ٢٠١٩ كانت العاصمة تعيش في صخب المظاهرات، وبعدها تتالت الأزمات حتى انفجر قلبها مع انفجار المرفأ، الذي ذكّر العالم بدمار هيروشيما أيام الحرب العالمية الثانية.

سارع السفير الياباني منذ يومه الأول في لبنان، إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي للبنان واللبنانيين، فتم إعادة تأهيل ١٢٢ مدرسة، وتقديم العديد من المساعدات الطبية والأنسانية، وترميم المباني الأثرية التي تضررت جراء انفجار المرفأ.

السفير أوكوبو الذي يُجيد اللغة العربية ويبرع في استخدام مفرداتها، والذي فتنه وطن الأرز، جال في كل أرجائه، من شاطئ صور مدينة حيرام، إلى حاصبيا وجبل الشيخ، وزحلة، وبعلبك، وجزين، وأرز الباروك، وفاريا، وبشري، وأهدن، وطرابلس، وبيبلوس، وبيروت، وفي كل مطرح كان له ذكرى جميلة وتغريدة أجمل.

سفير عشق لبنان، وتغزّل بطبيعته، وأحب شعبه، وبادله اللبنانيون الحب والاحترام.

وهو يغادر هذا البلد اليوم، بعد أن ترك بصمة جميلة، ويحمل في قلبه الكثير من الذكريات، عن هذا الوطن الصغير، وشعبه المضياف الودود.

سعادة السفير تاكيشي اوكوبو!! ليت كل اللبنانيين يدركون جمال هذا البلد ويعرفونه ويحبونه كما عرفته وأحببته، ويقدّرونه كما قدّرته.

سعادة السفير لن نقول لك وداعاً، بل نقول إلى اللقاء، وعلى أمل أن يكون لبنان عندما تزورنا في المستقبل، قد تعافى من أزماته، وبات أكثر جمَالاً ورونقاً وازدهاراً.

أطيب تمنياتنا لكم، وللشعب الياباني الشقيق، بدوام التألق والإزدهار.

اخترنا لكم
عودةٌ إلى الوراءِ!
المزيد
هل نحن مقبلون على حرب شاملة؟
المزيد
خوفًا من الصراع... شركات طيران تعلّق رحلاتها إلى الشرق الأوسط
المزيد
"شُحنَت في صيف 2022".. شركة "البايجر" وهمية؟
المزيد
اخر الاخبار
"خطواتٌ جديدة" على الحدود!
المزيد
بزشكيان: ندعو إلى وحدة المسلمين لوقف المجازر الإسرائيلية
المزيد
تعليق للشركة اليابانية حول انفجارات أجهزة اللاسلكي
المزيد
الحزب ينعى مؤسّس قوة الرضوان ابراهيم عقيل وهيئة أركانها
المزيد
قرّاء الثائر يتصفّحون الآن
حاصباني: التشاور بين النواب أمر طبيعي دون أن يكون هناك شرط مسبق أو خارج عن الدستور
المزيد
الريس: أين حكومة تصريف الضمائر من تفشي كورونا؟
المزيد
عناوين الصحف ليوم الأربعاء 10 تموز 2024
المزيد
حمادة سيقدم إستقالته من مجلس النواب غداً
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
اتفاقية تعاون بين جمعيّتي "غدي" و"الملكية الاردنية لحماية الطبيعة" الناصر: حماية الطبيعة لا تعرف حدود، فهي مثل الطائر الذي يطير وينتقل من مكان إلى آخر غانم: نؤمن أن التعاون هو أرقى أشكال التطور
بيان للدفاع المدني بعد الانتهاء من عمليات إطفاء مطمر برج حمود
شكوى بجرائم بيئية ضد الدولة اللبنانية امام مجلس حقوق الانسان الدولي
محمية أرز الشوف في المنتدى الإقليمي للحفاظ على الطبيعة لدول غرب آسيا، هاني: نعمل مع شركائنا لزيادة المناطق المحمية
لجنة البيئة تواكب حريق المكب وتدعو لإقفال المطامر الشبيهة.. وياسين يعتذر
فياض: تنظيف مجاري الأنهر بمزايدات لتفادي الفيضانات وحماية البنى التحتية