#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
عندما يقولُ نجيب ميقاتي بكلِّ وقارٍ،
مع علامةِ رضى وانشراحٍ على وجههِ،
ان لبنانَ سيحصلُ على 5 مليارِ دولارٍ من برنامجِ الاغذيةِ العالميِّ،
للسنواتِ الثلاثِ المقبلةِ على ان يكونَ ذلكَ بالتساوي بينَ اللبنانيينَ والسوريينَ، اي 50 % للنازحينَ السوريينَ و 50 % للبنانيين،
فهذا يعني عملياً ان ميقاتي يؤكِّدُ لنا ان النازحينَ السوريينَ سيبقونَ في لبنانَ خلالَ الثلاثِ سنواتٍ المقبلةِ، وانَ وجودَ هؤلاءِ هو "طعمٌ" او "شركٌ" او فخٌّ من الداخلِ اللبنانيِّ لاستجلابِ المالِ الدوليِّ من الخارجِ للبنان.
وهذا يعني بالتأكيدِ ان لا مصلحةَ للبنانَ باعادةِ السوريينَ النازحينَ الى سوريا، فيما لا مصلحةَ لهؤلاءِ ايضاً في العودةِ طالما أنهمْ يقبضونَ من "الاممِ"، كما يقولونَ بين مئةٍ ومئتي دولارٍ فريش،
وسيحصلون على التغذيةِ والمساعداتِ من برنامجِ الاغذيةِ ايضاً كموادٍّ عينيةٍ،
والمضحكُ ان نجيب ميقاتي اشترطَ ان تكونَ للصناعاتِ الغذائيةِ اللبنانيةِ الاولويةُ...
***
عظيمٌ، ولكنْ ما هي آليةُ مراقبةِ هذهِ الاولويةُ، وهلْ هناكَ موادُ زراعيةٌ او غذائيةٌ لبنانيةٌ تكفي للبنانيينَ حتى نسوِّقَ ايضاً هذهِ الموادَ للسوريينَ النازحين؟
ما هذهِ الشعبويةُ في الوعودِ وكأنَ لا "جمركَ" على الكلامِ كما يقالُ في العاميةِ.. والاجملُ ان ميقاتي يُمنننا انهُ تمكنَ من ان تكونَ حصةُ لبنانَ من البرنامجِ 50 % بعدما كانتْ في السابقِ 30 % . ما هذا الانجازُ التاريخيُّ؟
هلْ هو انجازٌ كأنجازِ وعودكَ بمحاولةِ تأمينِ المونديال للبنانيينَ عبرَ التلفزيوناتِ المحليةِ..
هلْ يستكثرُ ميقاتي على اللبنانيينَ ان يدفعَ من جيبهِ اربعةَ ملايينِ دولارٍ حقوقَ نقلَ المونديال...
فلنقلْ أنها فائدةُ القروضِ الاسكانيةِ التي حصلَ عليها والتي كانَ يجبُ ان يدفعها للدولةِ اللبنانيةِ.
ألن تكونَ اكثرَ... حزينٌ مشهدُ الخيمِ السوريةِ في البقاعِ تنقلُ المبارياتِ مباشرةً من قطر لأنَ المنظماتِ الدوليةِ أمَّنتْ هذا النقلَ فيما اللبنانيونَ حُرموا من هذهِ "النعمةِ"...
***
هلْ هناكَ لعنةٌ اسوأُ من هذهِ اللعناتِ التي تحلُّ على اللبنانيينَ تباعاً؟
وآخرها بِدَعُ مصرفِ لبنانَ بتأجيلِ رفعِ المنصَّاتِ من 8000 الى 15 الفِ ليرةٍ وسعرُ الصرفِ الى اولِ شباط.
كم مصرفٍ وصرافٍ سيستفيدونَ من هذا الوقتِ للمتاجرةِ بالشيكاتِ وللمضارباتِ...
فصلٌ جديدٌ من "فصولِ التشبيحِ" على الناسِ... ماذا بعدُ؟