#الثائر
ظهرت آلة القيثارة قديماً عند الملوك والطبقة الأرستوقراطية، لذلك لم تنتشر بكثرة خاصة في الشرق، إلا أنها في الوقت الحالي تنتشر أكثر فأكثر وتلاقي رواجاً في فرنسا وإيطاليا كذلك في إيرلندا حيث هي رمز للبلد.
أما في البلدان الأفريقية فهي آلة مقدسةو تستخدم للصلوات في عدد.
نادين مهنا فتاة مبدعة من لبنان جمعتها مع القيثارة قصة عشق منذ الطفولة، فهي درست الموسيقى منذ كان عمرها خمس سنوات، وبدأت بالعزف على البيانو في المنزل قبل أن تتابع في المعهد الموسيقي. لكن نقطة التحول كانت عند بلوغها عمر ١٩ سنة عندما انتقلت لتتعلّم العزف على آلة القيثارة أو الـ Harpe.
وتروي نادين أن هذه الآلة أعجبتها بعد أن رأتها عندما كانت برفقة والدتها في المعهد، فأحبّت شكلها وصوتها وطريقة العزف عليها وقررت تعلّمها.
لم يثنِ الشغف بالموسيقى نادين عن متابعة دراستها كقابلة قانونية حيث تخرجت في العام ٢٠١٥ من جامعة القديس يوسف، لكنها سافرت بعدها الى اليونان لتتعلّم العزف على الـHarpe، والتمكّن منها بشكل محترف، وقي بلاد الإغريق تابعت نادين دراستها وأنهت البكالوريا في العام ٢٠١٩، والآن هي تتابع الدراسة لنيل الإجازة في العزف على هذه الآلة الجميلة.
أن وجود آلة القيثارة قليل في لبنان، ومن الصعب تعلّمها، وهذا جعل مشوار نادين صعباً وطويلاً. إلّا أنها لم تحد عن هدفها الأساسي الذي كان تعلم العزف على القيثارة والعودة إلى لبنان والتأسيس لهذه الموسيقى كي يتعلمها الجيل الجديد، دون أن يكون لديهم صعوبات أو مشاكل، ولتساهم بذلك بتسهيل الطريق أمامهم لتعلم العزف على هذه الآلة.
وحالياّ لا يوجد أي أستاذ لآلة Harp في لبنان سوى نادين مهنا.
رغم الشغف بالموسيقى تؤكد نادين أنها تحب مهنتها كقابلة قانونية تماماً كحبّها للموسيقى، لذلك هي تعمل على العلاج النفسي بالموسيقى من خلال العزف على آلة القيثارة.
تتابع نادين وتؤكد أنها مرّت بعدة مراحل اكتسبت فيها خبرات كبيرة، فعزفت مع المعهد الوطني للموسيقى، حيث كانت العازفة الرئيسية على القيثارة في عدد من الاحتفالات. وتتميز نادين بعزفها لعدة أنواع من الموسيقى على القيثارة دون أن تحصر نفسها بالإطار الكلاسيكي، فهي أدخلت الموسيقى الشرقية والبوب والعديد من الأنواع لتعطي القيثارة نكهة جديدة وتظهر لها وجهها الآخر القريب من الناس خارج اللون الكلاسيكي.
وفي لبنان أصبحت نادين أول لبنانية تحصّل شهادة عليا في العزف على القيثارة حيث لا يوجد في المعهد الوطني أساتذة لهذه الآلة، حتى أن وجود الآلة في لبنان نادر وصيانتها صعبة.
تعزف نادين مهنا في العديد من الحفلات والأعراس في لبنان والعالم لا سيما في رومانيا وبلغاريا واليونان كونها تتابع دراستها في الخارج. كما تعرفت على عازفي قيثارة من دول أخرى، حيث اكتسبت منهم خبرة كبيرة، وهي مستمرة بمطاردة حلمها وطموحها الكبير لتصبح عازفة في الأوركسترا!
من أسرة الثائر كل التقدير لنادين مهنا وأطيب التمنيات بمستقبل زاهر وزاخر بالعطاء والابداع.