#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
• مواطنٌ يقضي بالسيولِ لأنَ البلدياتِ ووزارةَ الاشغالِ لم تقمْ بدورها لتنظيفِ الاقنيةِ والمجاري قُبيلَ فصلِ الشتاءِ، فإذا بالشتوةِ الاولى تقضي وتجرفُ معها عسكرياً مقعداً من دونِ ان يتحمَّلَ احدٌ أيَّ مسؤوليةٍ.
• يومُ الاربعاءِ غرقَ اللبنانيونَ على الطريقِ الساحليةِ بينَ ضبيه وجونيه بالوحولِ والانهرِ نتيجةَ المتساقطاتِ، وذلكَ للمرَّةِ الثانيةِ في نفسِ المكانِ خلالَ اسبوعٍ. ولا مَنْ يسألُ ولا من يتحمَّلُ مسؤوليةً.
• في طرابلس فاجعةٌ تقضي على التلميذةِ ماغي حمود داخلَ ثانويةِ القبةِ الرسميةِ المعروفةِ سابقاً بمدرسةِ الاميركان، والمدارسُ في الشمالِ كما الثانوياتُ عطَلتْ امس الخميس حداداً على الصبيةِ، بناءً على طلبِ وزيرِ التربيةِ.
هو نفسهُ وزيرُ التربيةِ الذي يجبُ ان يتحمَّلَ وحدهُ المسؤوليةَ عن إنهيارِ المبنى في المدرسةِ، وهذا ما يفتحُ واقعَ كلِّ المدارسِ الرسميةِ في لبنانَ، والتي تحتاجُ الى صيانةٍ وتأهيلٍ...
فما الذي يمنعُ ان تقعَ حادثةٌ اخرى غداً في مدرسةٍ ثانيةٍ او في مستشفى حكوميٍّ او في مبنى حكوميٍّ نتيجةَ غيابِ الدعمِ والفريش دولار للصيانةِ والتأهيلِ.
كلُّ ما فعلتهُ حكومةُ تصريفِ الاعمالِ أنها كلَّفتْ الهيئةَ العليا للاغاثةِ للكشفِ، وطلبتْ من وزارةِ الصحةِ تطبيبَ المصابينَ على نفقةِ الوزارةِ.
هذا ما نفعلهُ دائماً من دونِ ان نصلَ الى مكانٍ، ولا ان نسائلَ احداً. ولا ان نلاحقَ او نسجنَ احداً.
***
في كلِّ المفاصلِ وفي كلِّ الاستحقاقاتِ،
لا احدَ يحاسبُ ولا احدَ يسائلُ وكأنَ الناسَ تريدُ من تلقاءِ نفسها ان تموتَ...
اعطينا امثلةً نماذجَ عن غيابِ المسؤوليةِ.
ولكنْ كمْ هناكَ مثلٌ في كلِّ لحظةٍ وفي اكثرِ من مكانٍ،
صرفنا ملياراتِ الدولاراتِ على بنى تحتيةٍ تبينَ أنها مهترئةٌ وفاسدةٌ كالذينَ أنجزوها..
طرقاتٌ هالكةٌ، جسورٌ مفكَّكةٌ، لا كهرباءَ، لا شبكةَ اتصالاتٍ، لا اليافَ ضوئيةً تصلُ الى المناطقِ..
لا مدارسَ آمنةٌ،
لا جامعةَ لبنانيةَ ولا اساتذةَ...
قطاعٌ استشفائيٌّ خاصٌ منهارٌ فيما الحكوميُّ على الحضيضِ وقد يُقتلْ...
هلْ يعقلُ أننا نورِّثَ اجيالنا ديوناً وانهياراتٍ في العملةِ وودائعَ محجوزةً في المصارفِ المشرفةِ على الافلاسِ،
ولمْ نُعطهمْ شيئاً، والأنكى أننا نبحثُ اليومَ عن اساليبَ وشركاتٍ وهميةٍ للانقضاضِ على اموالِ الغازِ الذي قد ينتَجُ من عندنا.. فماذا سنتركُ لاجيالنا؟
***
المُبكي ما حدثَ في المصارفِ يومَ الاربعاءِ... لم يتركْ امامَ المودعينَ إلاَّ خياراتِ العنفِ والاقتحاماتِ..
اما الدولةُ المسؤولةُ الاولى ففي خبرِ كانَ..
كانَ همُّ كلِّ اركانِ المنظومةِ في مجلسِ النوابِ بالامسِ تحميلَ بعضهمْ البعضَ المسؤوليةَ عن غيابِ المؤسساتِ والحكومةِ والفراغِ،
امَّا ما يهمُّ المواطنَ ففي خبرِ كانَ...!