#الثائر
رأى أمين عام المؤتمر الدائم للفدرالية الفرد رياشي ، أن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ينم عن اعتراف لبناني صريح لا لبس فيه، بوجود الأخيرة كدولة وكيان رسمي، ويندرج بالتالي في إطار التطبيع التدريجي، انما غير المباشر بين الدولتين، سيما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، كان أول من استشرف التوصل الى ابرام معاهدة ترسيم الحدود البحرية، وما استعماله عبارة «دولة إسرائيل» في مواقفه الأخيرة، سوى اعتراف رسمي بوجود الدولة العبرية.
ولفت رياشي في تصريح لـ «الأنباء» الكويتية، الى أن التطبيع غير المباشر اليوم بين لبنان وإسرائيل تحت عنوان ترسيم الحدود البحرية، سيتم استلحاقه بتطبيعات أخرى غير مباشرة، وتحت عناوين مختلفة، تمهد الطريق الى مؤتمر رسمي عام وبرعاية دولية، ينتهي بتوقيع معاهدة سلام بين الدولتين، مشيرا من جهة ثانية، الى انه مهما حاول حزب الله تجميل موقفه من التطبيع غير المباشر بين لبنان وإسرائيل، كقول امينه العام السيد حسن نصرالله إن «إسرائيل لم تحصل على ضمانات أمنية»، الا انه لا يمكنه التنصل من مباركته غير العلنية، وبالتنسيق مع قياداته في ايران، لهذا المسار الذي انطلق بتوقيع معاهدة اقتصادية، والذي قد ينتهي بتوقيع معاهدة سلام شاملة.
وعن قراءته لإطلاق الرئيس ميشال عون قبل ستة أيام من انتهاء ولايته الرئاسية، الترسيم البحري مع سورية التي رفضت اللقاء مع الوفد اللبناني بحجة ارتباطاتها المسبقة، لفت رياشي الى ان ما أراده الرئيس عون من خلال هذه الخطوة، هو إعادة ترتيب علاقاته مع النظام السوري، الذي يرغب بدوره بتنشيط تحالفاته في الداخل اللبناني، الا ان رفض سورية اللقاء مع الوفد اللبناني، قد يكون مرده الى عدم وجود حماسة روسية لاتفاقيات ومعاهدات تسهم ولو من بعيد في اخراج أوروبا من أزمتها النفطية.
في سياق منفصل وعن مرحلة ما بعد 31 أكتوبر الحالي، اكد رياشي ان ابرز المشاهد التي ستظهر على الساحة اللبنانية، هو تعري الثنائي الشيعي من غطاء السلطة المركزية، ما يعني انه مع افول النجم العوني داخل السلطة المركزية، وعدم وجود حيثية سنية بديلة عن الرئيس سعد الحريري، سيجد حزب الله نفسه خارج أي غطاء من أي مكون سياسي مقرر في المعادلة اللبنانية، الأمر الذي سيضع الثنائي امام خيارين لا ثالث لهما، اما الانفصال الكامل عن الدولة اللبنانية والذهاب باتجاه مواجهة ترسخ قبضته على القرار اللبناني، وهو خيار مستبعد كونه لم يعد في ظل المعطيات المحلية والإقليمية والدولية الراهنة قادر على المواجهة، واما الانصهار في النظام اللبناني، وهو الخيار الأقرب الى المنطق والواقع. مؤكدا بمعنى اخر، ان لبنان بعد الرئاسة العونية، وسقوط الغطاء الرسمي عن حزب الله، سيدخل مرحلة استكمال تطبيق مبادرة الأربع نقاط وهي:
1 ترسيم الحدود مع إسرائيل.. وقد انجز.
2 الاستراتيجية الدفاعية (لا سلاح خارج نطاق الشرعية).
3 حياد لبنان.
4 نظام جديد عادل لجميع الطوائف والمذاهب.