#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
انتهتْ إحتفاليةُ الترسيمِ الذي وصفهُ الجانبُ الاسرائيليُّ بالتاريخيِّ، وطبَّلَ لهُ الجانبُ اللبنانيُّ على أنهُ تاريخيٌّ ايضاً، فكيفَ يُعقلُ ان يكونَ الجانبانِ يصفانِ ترسيماً بالتاريخيِّ...
أليسَ هناكَ فريقٌ اقلُّ ربحاً او اكثرُ ربحاً او اقلُّ خسارةً او اكثرُ خسارةً؟
ولعلَّ الاخطرَ ما قالهُ رئيسُ الوزراءِ الاسرائيليِّ من ان الاتفاقَ هو اعترافٌ لبنانيٌّ باسرائيل.
للأسفِ رغمِ اهميةِ ما حدثَ، ورغمَ اهميةِ تداعياتهِ الامنيةِ والاقتصاديةِ حتى لا نقولَ السياسيةَ،
فأنَ الرأيَ العامَ لم يطَّلعْ على تفاصيلَ اساسيةٍ لهذا الاتفاقِ الذي ستربحُ منهُ اسرائيلُ اليومَ عبرَ تصديرِ الانتاجِ الى اوروبا، فيما على لبنانُ ونظراً لتأخرهِ في حسمِ هذا الملفِّ ان ينتظرَ سنواتٍ وسنواتٍ للبدءِ بالانتاجِ،
إذا كانتْ عملياتُ التنقيبِ ستتمُّ بنجاحٍ وستعطي نتائجَ لها مردودٌ اقتصاديٌّ جيدٌ...
***
ومع ذلكَ هي خطوةٌ في المسارِ الصحيحِ في وقتٍ يسيرُ فيهِ كلُّ شيءٍ في البلادِ نحوَ القعرِ ونحوَ المجهولِ ونحوَ الاسوأِ،
مع لا حكومةَ ولا رئاسةَ، وشغورٌ طويلٌ يتخلَّلهُ فوضى في إتخاذِ القراراتِ الحكوميةِ وفوضى في التشريعِ..
والرهانُ على طاولةِ حوارٍ مع الكتلِ النيابيةِ يريدها رئيسُ المجلسِ، فما هو إطارها وما هي آليتها وهلْ يمكنُ لاستحقاقٍ صعبٍ لهذهِ الدرجةِ ان يلبننَهُ رئيسُ المجلسِ وتحسمهُ طاولةُ حوارٍ...
كلها خطواتٌ في الوقتِ الضائعِ..
ريثما يتعبُ الجميعُ وتتبلورُ معالمُ ضغوطٍ واتصالاتٍ واستحقاقاتِ الخارجِ من الانتخاباتِ التمهيديةِ في اميركا الى النووي الى اوكرانيا...
اما مَنْ يعيشونَ في الداخلِ فعليهمْ التأقلمُ مع "سعدناتِ" التعاميمِ المركزيةِ التي وبعدما كان منتظراً تحديثها يومَ الاربعاءِ أُجِّلتْ الى اليومِ الجمعة،
حيثُ سيتمُّ تعديلُ سعرِ الصرفِ الرسميِّ، وتُعدَّلُ اسعارُ المنصَّاتِ...
فماذا ستكونُ تداعياتُ هذهِ التعاميمِ على المصارفِ والمودعينَ؟
وماذا لو طُلبَ من المصارفِ إحتسابُ ميزانياتها على اساسِ سعرِ صرفٍ 15 الفاً... ماذا سيبقى من هذهِ المصارفِ شبهِ المفلسةِ اساساً؟
***
وأينَ تذهبُ اموالُ المودعينَ؟
هلْ تُعيدها لهمْ ثرثرةُ نائبِ رئيسِ الحكومةِ الذي هو مندوبُ صندوقِ النقدِ الدوليِّ لدى لبنانَ وليسَ العكسُ..
صرنا نعتادُ على نارِ جهنَّمٍ ربما...
ولعلَّ النارَ الاتيةَ من رفعِ التعرفةِ على الكهرباءِ اعتباراً من اولِ الشهرِ لنْ تكونَ الوحيدةَ الآتيةَ..
ثمَّةَ نيرانٌ اخرى تنتظرنا...!